يحكى أنه كان في إحدى البلاد رجلٌ يمتلك مهارة القيام بالخدع السحرية وإبهار الجمهور ويدعى (راكان)

إزدادت حيرة علاء من موقف معلمه الغريب فقال له راكان :

كان جدك يعلم بحقيقة الكتاب .. فهو قد حصل عليه من مجموعة من السحرة الأشرار , والذين كانوا قد صنعوه بتعاويذهم العجيبةِ أملاً بالسيطرة على جميع العوالم التي ذكروها فيه .. لكنهم لم يقدّروا قوة الكتاب .. لأنهم ما إن فرغوا من صنعه حتى أحالهم الكتاب الى رماد !!!

شعر جدك بالخطورة العظيمة للكتاب .. فحاول تدميره لكنه لم يفلح .. وأقصى ما استطاع فعله هو أنه تمكن من تمزيق صفحةً واحدةً منه باستخدام تعاويذه .. والتي كانت كافية لإبطال عمل الكتاب مادامت تلك الورقة مفصولةً عنه ..

بعد ذلك اعتزل جدك السحر واحتفظ بهذه الورقة طوال حياته ..

ومنذ أن علمتُ بحيازته لها وأنا أحاول الحصول عليها بأيةِ طريقة .. فأصبحتُ متدرباً لديه بانتظار الفرصة المناسبة ..

ذهل علاء وصاح :

إذن أنت الذي….

قال راكان :

نعم أنا الذي هاجم جدك وقتله وأنا الذي حاول نبش قبره .. كل ذلك من أجل هذه ..

ورفع راكان الورقة بوجه علاء فتطافرت دموع الغضب من عيني الأخير وصاح :

هل كنتَ تخدعني طوال تلك المدة لأدلك على قبر جدي ؟؟

راكان :

وهل كنت تعتقد بأنني اخترتك اعتباطاً لتكون تلميذي ؟؟.. وبأنني لا أعرف بصلة القرابة التي تجمعك مع معلمي ؟؟

لا يا علاء .. كل شيئ كان مخططاً له منذ البداية .. لكن الشيئ الوحيد الذي خرج عن الخطة وقام بتعجيلها هو مقتل ولدي يقظان واضطراري الى الإنتقام له ..

وربما كان ذلك هو المحفز الأكبر للعملية برمتها ..

فأنا كنتُ متردداً دائماً في القيام بأمرٍ جليل يهدد الناس ويدفعك يا علاء للإفصاح عن قبر جدك خدمةً للصالح العام كما أخبرتني أنت قبل قليل ..

وأنا الذي كنتُ قد يئستُ من الحصول على القوة الكاملة للكتاب .. لكن ظهورك أنت يا علاء في حياتي وولعك بتعلم السحر كان قد أحيا الأمل بداخلي مجدداً في الوصول الى الهيمنة وزعامة الكون ..

أما الآن .. فإن جميع ما سيحدث في هذا العالم والعوالم الأخرى من خراب سيكون ذنبه على عاتقك يا علاء , لأنك لم تحافظ على أسرار العائلة وخنت الأمانة ..
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية