close
قصص وعبر

ابو صير وابو قير يحكى أنّ رجلين كانا في الإسكندرية ،وكان أحدهما صباغاً، واسمه أبو قير وكان الثاني حلاقا ،واسمه أبو صير

لكن وجده  فارغاً ،فقال للحلاق :لا يوجد شيئ هنا !!! فعرف أبو صير أن أبا قير سرق ما فيه، وهرب فقال له: أما رأيت رفيقي ؟ أجابه: لم أره منذ ثلاثة أيامٍ ، وظننت أنكما سافرتما دون أن تدفعان ثمن الحجرة. فقال له الحلاق: لم نسافر وإنما طمع  أبو قير في مالي حين رآني مريضاً، ثم أنه بكى وانتحب، فقال له بواب الخان: لا بأس عليك وهو يلقى فعله من الله.
ثم أن البواب طبخ له شوربة ،وغرف له صحناً ،وأعطاه إياه ولم يزل يتعهده شهرا وهو يكلفه من ماله حتى شفي من مرضه، وقال للرّجل: إن قدّرني الله جازيتك على ما فعلته معي من الخير، فأجاب بواب: الحمد لله على العافية أنا ما فعلت معك ذلك إلا ابتغاء وجه الله الكريم ، ثم أن الحلاق خرج من الخان وشق في الأسواق فأتت به المقادير إلى السوق الذي فيه مصبغة أبو قير فرأى الأقمشة الملونة منشورة في باب المصبغة والخلائق مزدحمة يتفرجون عليها، فسأل رجلاً من أهل المدينة ،وقال له: ما هذا المكان ،وما لي أرى الناس مزدحمين؟

أجابه الرّجل : هذه مصبغة السّلطان التي أنشأها رجلٌ غريبٌ اسمه أبو قير وكلما صبغ ثوباً نجتمع عليه ،ونتفرّج على صباغته، لأنّ بلادنا ليس فيها صبّاغون يعرفون هذه الألوان. ،وأخبره بما جرى بين أبي قير وبين الصّباغين، وأنّه شكاهم إلى السّلطان، ،

فبنى له هذه المصبغة ،ففرح أبو صير، وقال في نفسه: الحمد لله الذي رزقه ،وصار معلّماً ،والرّجل معذور، لعلّه تلهّى عنّي بعمله ونسيني .ولكن أنا عملت معه معروفاً ،وأخذ مالي ،فمتى رآني رحّب بي ،وأكرمني نظير ما أكرمته. ثمّ أنّه تقدّم إلى  باب المصبغة فرأى أبا قير جالساً على مصطبة عاليةٍ  ،وعليه بدلة من ملابس الملوك وقدامه وأربعة مماليكٍ بيضٍ لابسين أفخر الملابس، ورأى الصّنائعية عشرة عبيدٍ واقفين يشتغلون لأنه حين اشتراهم عّلمهم الصباغة ،وهو قاعد بين المخدّات لا يعمل شيئاً بيده ،وإنّما يقول لهم :افعلوا كذا وكذا ،فوقف أبو صير قدّامه وهو يظنّ أنّه إذا رآه يبتهج.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!