close
قصص وعبر

ابو صير وابو قير يحكى أنّ رجلين كانا في الإسكندرية ،وكان أحدهما صباغاً، واسمه أبو قير وكان الثاني حلاقا ،واسمه أبو صير

وحين وقعت العين في العين صاح أبو قير : يا حرامي ،أمسكوه فجرت خلفه العبيد وقبضوا عليه فأمر بضربه، فالقوه على الأرض، وانهالوا عليه ضربا ورفسا ،وقال يا خبيث ،إن رأيتك بعد هذا اليوم واقفاً على باب المصبغة أرسلتك إلى الملك ليرميك في السجن ، امش لا بارك الله لك!!!  فذهب أبو صير من عنده مكسور الخاطر وهو يتألم من شدة الضرب، فقال الحاضرون لأبي قير الصباغ : ماذا عمل ذلك الرجل فقال لهم: أنه حرامي سرق أقمشة الناس. فصار النّاس يشتمونه وأما ما كان من أمر أبي صير فإنه رجع إلى الخان وجلس يفكّر فيما فعل به أبو قير ، ثم خرج وشق في أسواق المدينة فخطر بباله أن يدخل الحمّام، فسأل رجلا من أهل المدينة ،وقال له يا أخي من أين طريق الحمام؟ أجابه: أي حمام؟ فقال له: موضع تغتسل فيه الناس فقال له عليك بالبحر قال أنا مرادي الحمام قال له نحن لا نعرف ،و كلنا نروح إلى البحر حتى الملك فلما علم أبو صيرأنّ المدينة ليس فيها حماماً ،وأهلها لا يعرفونه ، مشى إلى الملك ودخل عليه وقبل الأرض بين يديه ودعا له وقال له أنا رجلٌ غريب البلاد وصنعتي

حلاّق فدخلت مدينتك، وأردت الذهاب إلى الحمام فما رأيت فيها ولا حماماً واحداً ،والمدينة التي تكون بهذه الصفة الجميلة كيف تكون من غير حمام مع أنه من أحسن نعم الدنيا.

فسأله الملك أي لأي شيئ يصلح الحمّام ؟ فصار يحكي له ،وقال له: لا تكون مدينتك كاملة إلا إذا كان بها حمّام فردّ عليه : مرحباً بك وألبسه بدلةٌ ليس لها نظير، وأعطاه حصاناً وعبيدين ثم أنعم عليه بأربع جوار ومملوكين وهيأ له دار مفروشة وأكرمه مثل الصّباغ  ،وأرسل معه البنائين، وقال لهم الموضع الذي يعجبه أبنوا له فيه حماما فأخذهم وشق بهم في وسط المدينة حتى أعجبه مكان فأشار لهم إليه ،وصار يرشدهم إلى شكله، حتى بنوا له حماماً ليس له نظير ثم أمرهم بنقشه، فنقشوه نقشاً عجيباً ،وزينوه حتى صار بهجة للناظرين.

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!