ابو صير وابو قير يحكى أنّ رجلين كانا في الإسكندرية ،وكان أحدهما صباغاً، واسمه أبو قير وكان الثاني حلاقا ،واسمه أبو صير
جزء رابع
ثم أنّ الملك أخلى بيتاً لأبي قير وأمر بفرشه ففرشوه له وسكن فيه وركب في ثاني يومٍ وشق في المدينة والمهندسون قدامه ولم يزل يتأمل حتى أعجبه دكان ،فقال :
هذا المكان طيبٌ، فأخرجوا صاحبه منه ،وأحضروه إلى الملك فأعطاه الثمن الذي يرضيه،وصار أبو قير يقول للبنائين ابنوا كذا وافعلوا كذا، حتى بنوا له مصبغة ليس لها نظير في المدينة، ثم حضر إلى الملك وأخبره بأن المصبغة تمّ بناؤها ،وإنما يحتاج للمال لإدارتها. فقال له الملك: خذ أربعة آلاف دينار واجعلها رأس مالك، وأرني ثمرة العمل فأخذها ومضى إلى السوق فرأى أن مواد الصّباغة ،من الأحجار والأعشاب ليست لها قيمة ، فاشترى جميع ما يحتاج إليه بأبخس الأثمان،ووضع الباقي في جيبه، ثم أن الملك أرسل إليه خمسمائة قطعة من القماش فصبغها بسائر الألوان ثم نشرها قدام باب المصبغة فلما مر الناس بجانبها، رأوا شيئاً عجيباً لم يرأوا مثله، فازدحمت الخلائق على باب محله، وصاروا يتفرجون ويسألونه ويقولون له يا معلم ما اسم هذه الألوان ؟ فيقول لهم :هذا أحمر ،وهذا أصفر، وهذا أخضر ،ويشرح لهم أسماء الألوان.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇