close
قصص وعبر

ابو صير وابو قير يحكى أنّ رجلين كانا في الإسكندرية ،وكان أحدهما صباغاً، واسمه أبو قير وكان الثاني حلاقا ،واسمه أبو صير

فصاروا يأتونه بشيءٍ من القماش، ويقولون له :اصبغ لنا مثل هذا وذاك ،وخذ ما تطلب. ولما فرغ من صباغ قماش الملك ،أخذه وطلع به إلى الديوان، فلما رأى الملك ذلك فرح به وأنعم عليه إنعاماً زائداً ،وصار جميع العسكر يأتون إليه بالقماش ويقولون له اصبغ لنا هكذا فيصبغ لهم على أغراضهم ويرمون عليه بالذهب والفضة، ثم أنه شاع ذكره وسميت مصبغته مصبغة السلطان ودخل عليه الخير من كل باب ،أما بقية الصباغين فقل دخلهم ، لم يقدر أحدٌ منهم أن ينافسه فأفلسوا الواحد تلو الآخر ،ثم جاءوه ،وعرضوا أنفسهم عليه وقالوا له :اجعلنا خدماً عندك فلم يرض أن يقبل أحداً منهم ،وصار عنده عبيد وجواري وجمع مالاً كثيراً.

هذا ما كان من أمر أبي قير. وأما ما كان من أمر أبي صير فإنه لما قفل عليه أبو قير باب الحجرة بعد أن أخذ دراهمه وتركه وهو مريضا غائبٌ عن الوجود فصار مرمياً في تلك الحجرة والباب مقفولٌ عليه واستمر على ذلك ثلاثة أيامٍ فانتبه بواب الخان إلى باب الحجرة فرآه مغلقا ولم ير أحداً من هذين الإثنين ولم يعلم لهما خبراً فقال في نفسه لعلهما سافرا ولم يدفعا أجرة الحجرة أو ماتا أو ما خبرهما؟ ثم أنه أتى إلى باب الحجرة وقرّب أذنيه، فسمع أنينٌا داخلها ، ولمّا فتح الباب ،رأى الحلاّق مريضا ، فقال ل:ه لا بأس عليك أين رفيقك؟ فرد ّ عليه: والله إني ما أفقت من مرضي إلا في هذا اليوم، وصرت أنادي فما أجابني أحد، بالله عليك يا أخي أن تنظر الكيس تحت رأسي و،تأخذ منه خمسة دراهم  تشتري لي بها شيئاً أقتات به.

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!