كان يا مكان في سالف العصر والأوان راعي فقير كلّ ما يملكه أربع عنزات ،وكانت إمرأته تحلبها كل يوم و تصنع منها جبنا تبيعها في السّوق .
رواية برهان وحسناء وادي الياقوت
قالت في هذه الحالة سأبقى إذا كان في ذلك راحة أمّي من الشقاء . ولكن لن تقدر على دخول القرية فالكلاب تعرف رائحتكم ،وفي الليل يطلقونها في القرية لكي لا تقتربوا منها وهم نيام . قال :لا عليك فهناك قوم من الأقزام يعيشون في أنفاق تحت الأرض وهم يحفرون بحثا عن الذهب، و يصنعون منه تماثيل آلهتهم وأواني طعامهم ،وهم من أكثرأهل الغابة خبثا ، سأرسل أحدهم إلى أمّك ،قالت ألا يخافون منككم ؟ أجاب : لا !! لأنّ طعمهم رديئ . ردت الجارية: حسنا !! سأضع خصلة من شعري في الصّرة لتعرف أمي أنّي بخير.
عندما جنّ الليل هدأت القرية ،ولم يكن يسمع إلا صوت بكاء أمّ قمر الزمان ،تسلل مخلوق صغير الحجم دون أن تحسّ به الكلاب وضع صرّة أمام بيتها ،وطرق الباب ،ثمّ أسرع بالهرب، فتحت المرأة الباب وشاهدت شبحا صغيرا يختفي في الظلام ،ولمّا إستدارت لتدخل شاهدت الصّرة ،تعجّبت، وفركت عينيها لتتأكد أنها لم تكن تحلم ،ثم أخذتها وأغلقت الباب ،قالت في نفسها : لا شك أن أحد الجيران أرسل لي طعاما ،وعندما هزتها ،قالت إنها ثقيلة ،مسحت دموعها ،وفكرت ماذا يمكن أن تحويه هذه الصّرة ؟
وفي الأخير لم تقدر أن تتغلب على فضولها ، ففتحتها ،ونظرت داخلها على ضوء شمعة ،فخرج منها بريق أضاء الغرفة، وشهقت لقد كانت مليئة بالجواهر .أفرغتها فوق الطاولة كان منها الأحمر، والأزرق ،والأخضر وفي النهاية سقطت خصلة شعر ذهبية ،عندما رأتها صاحت ،وأغمي عليها .
لمّا إستيقظت وجدت نفسها ملقاة على الأرض ، لم تعرف كم من الوقت أمضته على تلك الحالة، و فجأة تذكرت خصلة شعرإبنتها و الجواهر، وقالت في نفسها: هل ذلك حقيقة أم من خيالها ؟ لما نهضت كانت الشمعة لا زالت تشتعل ،و الجواهر والخصلة الذهبية تتوهجان بنور يخطف الأبصار…
يتبع الحلقة الثالثة إن شاء الله
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹