close
قصص وعبر

كان يا مكان في سالف العصر والأوان راعي فقير كلّ ما يملكه أربع عنزات ،وكانت إمرأته تحلبها كل يوم و تصنع منها جبنا تبيعها في السّوق .

رواية برهان وحسناء وادي الياقوت

#برهان_وحسناء_وادي_الياقوت
الجزء الثامن ما قبل الاخيره

حريق في الغابة (الحلقة 8 )

ما إن إبتعدت قمر الزّمان مع جيشها من الأغوال، والأقزام ،والإنس حتى رأو ا أشباحا يتبعونهم من بعيد ،قال ميسرة : هناك من يقتفي أثرنا ،ويتستّر بالأشجار، لكنّهم نسوا قدرة الأغوال على شم رائحتهم ،سأفاجهم في الليل وأقبض عليهم وأعرف كل ما يعلمونه !!! أخذ الغول ثلاثة من أعوانه، وتسلّلوا بخفّة الفهود، وعندما وصلوا وراء تلّة صغيرة وجدوا رجلا نائما ،فاختطفوه، وحملوه إلى الملكة التي كانت في انتظارهم ،

أجلسوه على ركبته ،وسألته :إذا أجبتنا عمّا نريد معرفته سأتركك تعيش ،وإن ماطلتنا سيشويك الأغوال حيا،وأنت من ستختار مصيرك !!ا
لكن الرّجل تماسك نفسه ،وقال: أنا صيّاد ،وأمركم لا يعنيني ،أشعل ميسرة نارا كبيرة ،وأخذ سيخا من الحديد ،ثم اقترب منه ، خاف الرجل، وقال: يمكننا دائما أن نتفاهم ،صاحت قمر الزمان في وجهه : هيا قل ما عندك ولا تتعبني !!! قال الرجل : حسنا، لقد أرسلني عمّ برهان الدين لكي أنقل إليه أخباركم، هذا كلّ ما في الأمر ،والآن أتركني أذهب ،سأله حسّون ملك الأقزام : لم تكن وحدك أين الباقون ؟

أجاب : أنا وحدي !!! قال ميسرة :لا تكذب لقد شممت رائحة رجلين آخرين لمّا جئت لأخذك ،وأعرف أنّ معهم نفطا ،فأين ذهبا ؟ عندما سمع الرّجل ذلك ،عرف أنّ سرّهم قد إنكشف ،وأجاب :إنّهم ذهبا لإحراق الغابة ،قالت قمر الزمان : لو تأخرنا سيضيع كل شيئ  ستنرك الأثقال والأسلحة هنا ،ونرجع بسرعة على أعقابنا، هيا يا حسّون و يا ميسرة ليس عندنا وقت !!!

لما إقتربو ا  من الغابة شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد ، وسمعوا صرخات الحوريات اللواتي علقن في الأشجار، وأحاطت بهنّ النار ،جرى الجميع، وبدأوا في إخماد الحريق ،ومن حسن حظهم أن الأمطار نزت البارحة ،وكانت النباتات مبللة ،بالماء ،وبعد ساعتين بدأ الدخان يخفّ، والنّار تضعف ،ورأوا رجلين يحاولان الفرار لكن وثبت عليهم الحوريات ورموهما بجانب مستعمرة  للنّمل الأبيض، وعندما شاهدوهم، زحفوا إليهم، ودخلوا في آذانهم وأعينهم ،ثم خرجوا حاملين أدمغتهم ،أخفت قمر الزمان وجهها فلقد كان عقابا رهيبا ،ولم تمض سوى ساعة حتّى أصبحا جلدا على عظم.

بكت الحوريات على أمواتهنّ، وقلن للملكة :نحمد الله أنكم رجعتم في الوقت المناسب، وبفضلكم لم نفقد سوى عددا صغيرا منّا ،لقد كنت على حق للذهاب إلى المعركة، وعدمإنتظار مجيئهم إلينا !!! سنذهب معكم للانتقام وسنحمل معنا أغصانا ،وهكذا نحس دائما أنّنا بين أشجارنا ..
بعد أيّام وصلوا قرب الأسوار فوجدوا أنّ أتباع النّعمان قد سبقوهم إلى المدينة ،ونصبوا خيامهم .لكنّ برهان الدين لم يكن هناك. سألت قمر الزمان عنه الوزير ناصر، فقال لها : المفروض أن يكون هنا منذ أربعة أيّام ،لا أعرف ما  الذي أخرّه ،يجب أن نأخذ المدينة قبل أن يجمعوا جيشا كبيرا ،

قالت: لا بدّ أن أذهب إليه في القلعة القديمة، فقد يكون في خطر !!! سآخذ عددا من فرسانك، فالأغوال ثقيلة الحركة، وسيذهب معي حسّون وأقزامه فهو شديد الخبث .

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!