close
قصص وعبر

كان يا مكان في سالف العصر والأوان راعي فقير كلّ ما يملكه أربع عنزات ،وكانت إمرأته تحلبها كل يوم و تصنع منها جبنا تبيعها في السّوق .

رواية برهان وحسناء وادي الياقوت

#برهان_وحسناء_وادي_الياقوت
الجزء الثاني

في المساء لم ترجع قمر الزمان كما كانت تفعل كل يوم ،لما حل الظلام عرفت الأمّ أن شيئا ما حدث لإبنتها ،أمضت اليلتها في قلق عظيم وفي الصّباح خرجت مع أهل القرية للبحث عنها عندما وصلوا إلى المكان الذي تعوّدت أن ترعى فيه سمعوا صوت معزات يأتي من بعيد ،ولمّا إتبعوا الصوت وجدوها داخل مغارة ،قال القوم: لقد ضحّت المسكينة بنفسها لتحمي رزق أمها ،بكى أهل القرية على قمر الزمات بكاءا شديدا ،وعرضوا عليها المساعدة لكنها رفضت ،وقالت :سأتوقف عن الطعام حتى ألحق بزوجي وإبنتي ،لم يعد للحياة طعم بعدهما .

في الغد إجتمع أهالي كل القرى قرب الغابة ،وقام أحد شيوخهم فيهم خطيبا، وقال :لا يمكن السّكوت عما تفعله بنا الغيلان، لقد نفذ صبرنا .يجب أن نجد حلاّ ،،قال شيخ آخر :دون مساعدة النعمان سلطان البلاد لن نقدر أن نتغلب عليهم .الحلّ هو العثور على قريتهم في الجبل وإحراقها،لكن لا أحد يعرف مكانها ،والشخص الوحيد الذي يمكنه تتبع آثارالغيلان هو صياد إسمه كليب كان يعيش في الغابة ،ومرة أنقذ السلطان من أحد الوحوش لماّ كان في الصيد

،فأحضره للقصر، وأصبح من رفاقه المخلصين.قال الشيخ الأول : سنحزم أمرنا، ونرسل وفدا للنعمان ،هو سلطاننا وعليه حمايتنا.
في هذه الأثناء هدأ روع  قمر الزمان لمّا سمعت حديث الغول ميسرة ،وقالت له ومااذا سأفعل هنا ؟ أجابها : سأعلّمك أولا الضّرب بالسيوف وركوب الخيل ،يجب أن يكون بوسعك القتال، فلنا الكثير من الأعداء وعددنا ليس كبيرا .الحصول على الطعام أصبع صعبا وعلينا التنافس مع الوحوش والإنس وحوريات الغابة للحصول عليه ،لهذا لن أرحمك وسأقسو عليك. في هذه الغابة فقط الأقوياء هم الذين يعيشون .

في الماضي كانت هذه الغابة مترامية الأطرافو تعج بالمخلوقات، لكن مند أن سكن الإنس بجوارنا ،وبنوا مدينتهم ،شرعوا في قطع الأشجار دون أن يفكروا في تعويضها بأخرى صغيرة ،وجاء ملوكهم للصيد ،كانوا يطاردون الحيوانات ويجمعونها في مكان ضيق،فيقتل الملوك ما يشائون منها ،ويأتي صبيانهم فينبشون أعشاش العصافير ويكسرون بيضها على الصخور ،وبمرور الأيام تناقصت أعداد الكثير من المخلوقات التي لم تعد تجد ما تأكله ،وإختفى بعضها من الوجود .

كانت قمر الزمان واجمة، وتفكر في أمها التي تركتها ورائها ،ثم تشجعت وقالت له ،في النهاية أنتم لستم أحسن من الإنس ،هم يفسدون في الغابة وأنتم تفسدون في أرزاقهم ،وتأخذون أرواحهم ،رد الغول : هم من بدأوا بالعدوان ،لا يعرفون أنّهم يؤذون الطبيعة التي حولهم، و سيجيئ يوم ويرتد الإثم الذي إقترفته أيديهم عليهم ،لم تجد ما تقوله فكلام الغول كان صحيحا ،سألته وهل فكرت في أمّي يا من تدّعي المروءة ؟ فبدوني ستموت جوعا و كمدا ،أجاب ميسرة ،في هذا الوادي يوجد الكثير من الياقوت و الألماس واازمرد بين الصّخور، وهو ليس له قيمة عندنا . وسأجمع منها صرّة أجعلها أمام باب أمك.

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!