close
قصص وعبر

كان يا مكان في سالف العصر والأوان راعي فقير كلّ ما يملكه أربع عنزات ،وكانت إمرأته تحلبها كل يوم و تصنع منها جبنا تبيعها في السّوق .

رواية برهان وحسناء وادي الياقوت

حيلة الملكة (الحلقة 9)

قالت قمر الزمان: سنستعمل الحيلة مع هذه الجيوش،فإحتلال المدينة أعطانا درسا عن جدوى الرأي!!! أجاب برهان الدين : وماذا ترين ؟ قالت: الحوريات يبرعن في القتال على الأشجار ،لذلك يستدرجن الجيش الأوّل إلى غابة، و سأقودهن في المعركة . والأقزام والأغوال هم أقوياء بين الصّخور ويستدرجون الجيش الثاني إلى جبل مرتفع .
أمّا أنت يا برهان الدّين فستحمي المدينة ،وتصمد حتى نأتي إليك ،ونهاجم الجيش الثالث من الوراء ،

وسيجد نفسه محاصرا من جميع النّواحي، ويستسلم دون حرب !!! كان الجميع يستمعون، وقد لا ح عليهم الرّضى، ولمّا أتمّت كلامها ،قال ميسرة : لم أكن أتصوّر أن تصبح الجارية الصغيرة التي اصطدتها أحد الأيام في الغابة ،أعظم ملكاتنا منذ أقدم الأزمنة ،سنتصر في المعركة ونرجع لأرضنا ، ونقبض على عم برهان الدين، ونلقيه للنمل الأبيض ليفترس عينيه ودماغه !!!

في الصّباح كان أحد الجيوش يتقدم من الجنوب ،وفجأة رأى قائدهم ثلاثة جواري جميلات قرب الغابة ،يمشطن شعورهن الذهبية ،ويغنّين بصوت يسحر القلوب :

نحن حور الغابة
مملكتنا الأشجار
الأوراق ستارنا
ونجوم الليل قناديلنا
ننام بين الأزهار
ونراقص الأطيار
نحمل السّيوف في الوغى
ولا نولي الأدبار

قال القائد لرفيقيه:  هلموا بنا ليأخذ كلّ واحد منا جارية ،فإنّ جمالهنّ يسحر الأبصار ،ويأسر القلوب !!! لمّا إقتربوا منهن ،إستللن سيوفهنّ ،وضربوا رقابهم ثم هربن للغابة ،عمّت الفوضى الجيش ،وصاح واحد منهم : هيا لنلحق بهن ونأخذ بثأرنا !!! وإندفعوا في كل الإتجاهات ،كانت قمر الزمان تلاحظ ما يحدث من فوق شجرة عالية ،وقالت:  أتركوهم يدخلون ،ثم سنصطادهم واحد بعد الآخر، تفرق الجنود إلى مجموعات صغيرة وسط الغابة الكبيرة ،

وفجأة شاهد أحد الجنود حبلا يسقط من أعلى شجرة ،ويلتفّ حول أحدهم ،ثم تسحبه حورية خضراء ،وبقي معلقا ،ثم سقطت الحبال من كل مكان ،وكثر الصّراخ ،وعمّ الذعر وهرب الرجال ، وكثيرا منهم سقط في حفر مغطاة بالأعشاب ،ومن بقي رمى سلاحه لما راي النّبال مصوّبة إليه من فوق الأشجار،أوثقت الحوريات الأسرى الذين يعدّون بالمئات، ولمّا حلّ المساء لم يعد يوجد من الجيش سوى فلول صغيرة تفر في البراري ..

امّا الأقزام فقد كمنوا للجيش الذي يتقدّم من الشّمال ،ولمّا إقتربت منهم الطلائع ،خرجوا فجأة وأطلقوا حجارة مقاليعهم على الفرسان الذين تساقطوا من جيادهم ،ثمّ صاح أحد الأقزام : يا لكم من جبناء !!! جاريتي ريحانة أشجع من مائة منكم !!! ثم بدأ في الرّقص أمامهم . ولمّا علم قائد الجيش بما حدث، غضب،و قال: لهم :إقبضوا على ذلك الوغد ومن معه، أريدهم أحياء لأعلّمهم الأدب .

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!