close
قصص وعبر

كان يا مكان في سالف العصر والأوان راعي فقير كلّ ما يملكه أربع عنزات ،وكانت إمرأته تحلبها كل يوم و تصنع منها جبنا تبيعها في السّوق .

رواية برهان وحسناء وادي الياقوت

#برهان_وحسناء_وادي_الياقوت
الجزء ٦
محاكمة العاشقين (الحلقة 6 )

قال لها ميسرة : بعد ثلاثة أيّام سيجتمع مجلس شيوخنا للنّظر في أمركما، وسنرسل في طلب حوريات الغابة، فأنت أيضا ملكتهم . في يوم المحاكمة ،ترأس أكبر الأغوال سنّا الجلسة ،وقال لقمر الزّمان: تعلمين أنّ هذا المكان ظل سرّا لآلاف السّنين ،وقد حرص آبائنا وأجدادنا عل إخفائه عن البشر لكي لا يأتوا ويفسدون ما فيه من جمال ،وأنت سمحت لإنسان أن يعيش هنا ،وعندما يرجع لقومه ويحدّثهم بما رأى فلن يطول الأمر حتى يأتوا إلى هنا ، ويقضون علينا وعلى الأقزام أقدم سكان هذا الجبل . ونحن موجودون هنا قبل أن يخلق الإنسان . ومنذ ذلك الوقت وهو يفسد في الأرض ،ويقطع الأشجار، ويقتل الحيوانات .

لقد جعلناك ملكتنا لتحمينا ،وأحببنا فيك الشّجاعة والحكمة ،لكن تغلّب عليك طبعك، وخنت شعبك، فما الذي تقولينه لدفاعك ؟
وقفت قمر الزمان وقالت : الجبل هو وطني ،ومنذ مجيئي كبرت الغابة وامتلأت بالطرائد، ورجعت إليه الطيور ،والفراشات الملوّنة ،وقد وضعت قوانين للصيادين والحطابين إحترمها  كل من حول الغابة من القرى، وعيّنوني ملكتهم، وسلطان هذه البلاد نفسه عمل بها رغم أنّ لا شيئ يجبره على ذلك ، وهذا الرّجل الذي أنقذته من الموت هو الأمير برهان الدين إبن السّلطان النّعمان ،وهو شخص ذو عقل ومروءة وشجاعة !!!

هزّ أعضاء المجلس رؤوسهم ،وقد بانت عليهم الدّهشة لفصاحة قمر الزّمان ،ثمّ قال شيخ الأغوال: لقد سمعنا عن عدل السّلطان ،وبلغنا أنّه يحترم العهود والمواثيق . اولأمير من أهل الفضل ،هذا ما لا شكّ فيه !!! لكن نفس الإنسان أمّارة بالسّوء ،وهو كذلك منذ زمن آدم ،

ونحن تعلّمنا أن لا نترك شيئا للصّدفة خصوصا عندما يتعلق الأمر بأرضنا وبقائنا .تكلم شيخ الأقزام، وقال: لا شيئ يغفر خطأ الملكة ، فهذا الجبل مليئ بالياقوت ،ولا شيئ يفسد طبع الإنسان أكثر من الجشع ،ولو أطلقنا هذا الرّجل فلن ترتاح نفسه إلا بعد أن يأخذ أرضنا لنفسه ،وسيطاردنا في أنفاقنا ويستولي على آلهتنا الذّهبية !!!
وعندما جاء دور الحوريات ،قالت عجوز منهم : لتعلموا أنّ الملكة هي من قومنا ،وفيها من روحنا ،ولا يخفى علينا أنّها عاشقة ،ومن حقّها أن تحبّ ،وتحلم كأيّ فتاة في سنّها ،وترتاح قليلا من وجوه الأغوال البشعة ،

ومن طمع الأقزام الذين لا يوجد في قلوبهم حبّ إلا للذّهب .إذا أراد الأمير أن يعيش في الغابة ويبقى واحدا منا فلا مانع لدينا !!! رمقها شيخ الأقزام و شيخ الأغوال بحدّة ،وقالا لها:  لا يمكننا أن نتفق مادام عندكنّ هذا الغرور!!! هل تعتقدن أنفسكن أحسن منا ؟ كثر اللغط ، وتوتّرت الأعصاب، فقام برهان الدّين وقال : سأبقى هنا معكم ،ولن أرجع إلى قومي . فقط أخبروا رجالي أنّي بخير، وأنّي سأتزوج من قمر الزمان ملكة الغابة المسحورة ،فرحت الحوريات، وهتفن سيكون عرسا جميلا ، فنحن لا نتزوج ،ولم نر عرسا قبل ذلك !!!

وقلن له : أكتب رسالة لأهلك، وسنحملها إلى رجالك . قال الأغوال والأقزام:  هذا الحلّ يرضينا ،و لكن بشرط !!!
سأل الأمير: وما ذلك الشرط  ؟ أجابوه : سنختبر شجاعتك في الحلبة مع العقرب الفضّية ،صاحت قمر الزمان إنه فخّ يا برهان الدين إياك أن تقبل وإلا كان في ذلك هلاكك !!!

لكن الأمير قال للقوم  :لا أخاف من عقربكم ،وسأقتلها وآتيكم برأسها !!! إبتسم شيخ الأغوال بخبث وقال غدا تبدأ المبارزة ،وإن نجوت تبقى معنا ،أمّا قمر الزّمان فقد حكمنا أن لا تتنقّل في الجبل إلا مع مرافق مرّة من الأقزام، ومرّة منا ،وبعد مناقشة حادّة إتفق جميع الأعضاء على ذلك ،ورفعت الجلسة .

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!