close
قصص وعبر

رحلة سندباد العجيبة كان السندباد البحري تاجراً معروفاً في بغداد.. وكان ميسور الحال ذا مالٍ وحلال.. وقد اشتهر برحلاته البحرية العجيبة التي خاضها في مختلف بحار العالم لغرض التجارة وطلباً للمغامرة..

رحلة سندباد العجيبة

فعملوا معي كما عملوا مع جاري من قبل.. حيث انزلوني الى قعر مغارةٍ عميقة مع كوز ماءٍ وسبعة أرغفةٍ فقط..
ثم طلبوا مني فك الحبل فامتنعت عن ذلك فرموا عليّ الحبال ثم أوصدوا فوهة المغارة وانصرفوا..
رأيت في تلك المغارة أمواتاً كثيرين وعظاماً بالية وشممت روائح كريهة فضاقت نفسي حتى تمنيت الموت بسرعة..
فلمتُ نفسي على فراقي لبغداد.. وهجرة الخلّان والاوطان ، من أجل أن تكون نهايتي في هذا المكان..

حيث لا يعلم بي أحد.. ولا يفتقدني صاحبٌ ولا ولد..
ثم إني صرت لا أعرف الليل من النهار.. وأمسيت لا آكل حتى يكاد الجوع أن يقطعني.. ولا أشرب حتى يوشك العطش أن يصرعني.. وبتلك الطريقة ، إستطعت أن أصمد لخمسة عشر يوماً متتالياً وقد هزل جسمي حتى لصق جلدي بعظمي.. في الوقت الذي اتخذت لي مكاناً انام فيه بعيداً عن الجثث الطرية والمتفسخة..
وفي إحدى المرات..

وبينما كنت مستلقياً بانتظار الموت وقد نفد ما لدي من طعامٍ وشراب .. وإذا بي أسمع صوت نبشٍ ومضغ.. ففزعت من رقادي وتبينت مصدر الصوت ، فإذا هو حيوانٌ من الوحش ، حالما رآني حتى فر هاربا..

فتبعته الى جوف المغارة فشممت نسيم البحر من حيث فر المخلوق..
ثم لمحت ضوءاً كبريق النجمة في عتمة المغارة.. فأتيته فإذا هو خرمٌ قد حفرته الوحوش من السباع والهوام وغيرها كي تدخل وتقتات على جثث الموتى..
فشع في عيني بريق الأمل وتحمست للنجاة..
فعدت الى المغارة وجمعت ما أمكنني من حليٍ وجواهر كانوا يزينون بها الموتى قبل إنزالهم، ثم وضعتها في صرةٍ وشددت تلك الصرة على كاحلي بالحبل الذي قيدوني به ثم قفلت عائداً الى الخرم الذي وجدته.. وكان ضيقاً للغاية ، لكنني تمكنت من الولوج فيه بسبب شدة نحافتي ، وجعلت أزحف من خلاله وأنا أتطلع الى نور الحرية الذي أمامي في الوقت الذي أسحب فيه صرة الجواهر من خلفي حتى تمكنت أخيراً من اختراق الجبل والوصول الى ساحل البحر..

فسجدت شكراً لله على خلاصي ثم سرتُ بمشقةٍ حتى أتيتُ شجراً من جوز الهند فطفقت أكسر ثمرة الجوز وأشرب مائها حتى ارتويت وعاد لي حولي وقوتي..
وبينما أنا على تلك الحالة..
وإذا بسفينةٍ تقترب من الساحل فلوحتُ لهم فأرسلوا لي قارباً صغيراً وسألوني عن شأني؟؟

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!