رحلة سندباد العجيبة كان السندباد البحري تاجراً معروفاً في بغداد.. وكان ميسور الحال ذا مالٍ وحلال.. وقد اشتهر برحلاته البحرية العجيبة التي خاضها في مختلف بحار العالم لغرض التجارة وطلباً للمغامرة..
رحلة سندباد العجيبة

ففهموا قصدي وهبوا لمساعدتي فرفعنا جميعاً ذلك القضيب الحديدي ووضعنا طرفه على النار حتى توهّج من شدة الحرارة..
ثم حولنا القضيب المدبب جهة المارد وانطلقنا جميعاً بكل ما لدينا من قوة وطعنّاه في عينه فانطمست.. فهب صارخاً من رقدته وصاح صيحةً عظيمة انخلعت منها قلوبنا فهرولنا مذعورين ذات اليمين وذات الشمال..
أما المارد فقد صار أعمى وأخذ يتخبط في قلعته وهو يفتش عنا كالمجنون حتى أتى بوابة القلعة فحطمها وركض خارجا..
فلما رأينا البوابة مهشمةً حتى خرجنا من القلعة وهرولنا نحو ساحل الجزيرة نطلب الرحيل وقلوبنا تخفق بعنفٍ خوفاً من انتقام المارد..
فتكاتفنا جميعاً في صنع طوفٍ خشبي من بقايا سفينتنا المنكوبة حتى أتممناه على عجالة..
ثم دفعنا به الى البحر وركبناه وابتعدنا به عن الساحل..
لكننا ما كدنا نفرح بالخلاص ، حتى خرج لنا المارد من عمق الجزيرة تتبعه أنثى أكبر منه وأوحش.. فنزلا الماء خلفنا وخاضا البحر بسيقانهما حتى أوشكا أن يدركانا..
فأصابنا الهلع لدى اقترابهما وداخلنا خوفٌ عظيم..
لكن المارد خطا فوق حفرةٍ عميقة في قاع البحر فغاص فيها وغرق وانتهى أمره..
أما الانثى فقد توقفت مكانها وأخذت تزعق زعيقاً عالياً يكاد يصم الآذان..
ثم شرعت برفع الصخور من القاع وقذفها تجاهنا حتى أصابتنا إحداها فسحقت معظمنا ودمرت الطوف ، ولم ينجو منا إلا إثنان وأنا ثالثهم.. فتمسكنا بما تبقى من خشب وسبحنا مبتعدين ونحن ندفع الماء بأرجلنا حتى أعيانا التعب وكدنا نهلك..
لكننا أبصرنا من بعيد جزيرةً أخرى فعادت شعلة النشاط تتدفق في دمائنا فطفقنا نسبح حتى أدركنا الجزيرة..
فرقدنا على شاطئها قليلاً لنلتقط أنفاسنا.. وما كدنا نفعل ذلك حتى هاجمنا ثعبان هائل الحجم واسع الجوف ، فالتقط أحدنا بفكيه العظيمين وابتلعه.. فما سمعنا من صاحبنا غير صوت تحطم أضلاعه وهو في جوفه..
ففزعنا غاية الفزع.. وانطلقنا أنا وصاحبي نجري حتى أتينا شجرةً فتسلقناها.. أنا في الأعلى وهو أسفل مني..
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹