close
قصص وعبر

رحلة سندباد العجيبة كان السندباد البحري تاجراً معروفاً في بغداد.. وكان ميسور الحال ذا مالٍ وحلال.. وقد اشتهر برحلاته البحرية العجيبة التي خاضها في مختلف بحار العالم لغرض التجارة وطلباً للمغامرة..

رحلة سندباد العجيبة

فما هي غير ساعة.. حتى عاد الثعبان في طلبنا فأدركنا ونحن نرتعد فرقاً أعلى الشجرة..
فالتف بجسده حول الجذع وتسلق الشجرة حتى بلغ صاحبي الذي أسفل مني فالتقمه بأنيابه وبلعه الى كتفيه.. ثم سحبه للارض وواصل ابتلاعه وتكسير عظامه والرجل يستغيث صارخاً دون أن يكون بيدي شيئٌ لأفعله حتى أتى الثعبان عليه بأكمله ثم تركني وانصرف..

بت ليلتي تلك على الشجرة وأنا أرتجف من البرد والخوف والجوع..
فصرت أعاتب نفسي وأقول بأني أستحق جميع ما جرى لي بعد أن أنقذني الله من جميع المصائب والأهوال في رحلاتي السابقة.. لكنني لم أستقر في مدينتي الحبيبة بغداد حتى خرجت منها طمعاً في المزيد..
ثم بكيت وأقسمت أمام الله أنه لو أعادني سالماً الى بغداد فسأمكث فيها وأعتزل الترحال..

وبينما أنا على تلك الحال.. وإذا بي أشعر بالثعبان وقد حضر لالتهام وجبته الأخيرة..
فقزت من الشجرة وطفقت أجري هائماً على وجهي لا أعلم الى أين تقودني ساقاي حتى وجدت نفسي مقابل البحر مجددا..
فسقطت على ركبتاي وأنا ألهث حتى ابيضّ لساني من شدة التعب..

وبينما أنا افكر بالموت وقد اقترب.. وإذا بي أبصر ألواح الخشب، تلك التي تعلقنا بها وجئنا بواسطتها الى هذه الجزيرة ، وكانت من أقسى أنواع الخشب..فخطرت ببالي فكرة..
إذ قمت بالتمدد على أحد الالواح ثم وضعت فوقي لوحاً وعلى جانبي لوحاً وعلى الجانب الآخر كذلك ثم شددتُ الالواح حولي بعمامتي شداً وثيقاً حتى أصبحت كأني محشورٌ داخل تابوتٍ من خشب..

وما هي إلا لحظات حتى جاء الثعبان والتقم التابوت وأنا بداخله أنظر إليه كالميت خوفا.. فأخذ يعالج به ببلعومه فلم يقدر على تحطيمه وابتلاعه.. فلفظه خارج فمه..
ثم انهال بذيله ضرباً على تابوت الخشب فسارعت بالإنسلال حتى خرجت من بين الخشبات في اللحظة الأخيرة قبل أن يحطمه تماما..
وبعد أن فرغ من التابوت.. إلتفت الثعبان نحوي مجدداً وفتح فكيه وانقض عليّ.. فأغلقت عيناي وخبّأت رأسي بين ذراعيّ..
وهنا… خطف بمحاذاتي سهمٌ من نار، إستقر في حلق الثعبان..
ثم ظهر عددٌ من الرجال الغلاظ الداكني البشرة وهم يحملون المشاعل..
هاجم أولئك الرجال الثعبان وخوفوه بالنار حتى أجبروه على التقهقر والإنسحاب..
ثم عمدوا إليّ فشدوا وثاقي وقادوني معهم كالأسير وجعلوني أنضم في المسير مع عددٍ آخر من الأسرى فأصبحنا خمسة..

مر الرجال الأغراب بنا في وادٍ تنبت فيه أشجارٌ قصيرة ذات ثمارٍ زرقاء..
فقطفوا منها الشيئ الكثير ثم واصلوا المسير حتى بلغوا بنا قريتهم..
كان أولئك الرجال من قبيلةٍ بدائية يتكلمون فيما بينهم بلغةٍ لا نفهمها..
وفي القرية.. فكوا وثاقنا ثم قدموا لنا بعض الطعام الممزوج بعصارة تلك الثمار الزرقاء.. فأكل رفاقي الأسرى حتى شبعوا..
أما أنا فقد عافت نفسي الطعام ولم أشتهيه..

وكان رفاقي يتحدثون فيما بينهم ويقولون بأنهم قد أسائوا الظن بأفراد تلك القبيلة.. لأنهم يقومون بإطعامهم على أحسن وجه..
لكنني خالفتهم الرأي وأخبرتهم بأني أعتقد أنهم يضمرون لنا شرا..
وبعد قليل.. بدأ رفاقي يتصرفون بغرابة..
إذ مالت عيونهم وغابت عقولهم فصاروا يتخبطون في مسيرهم..
ثم أحضر لهم القرويون الكثير من الطعام الممزوج بتلك العصارة الزرقاء فأخذوا يلتهمونه كالمجانين.. فضحك عليهم القرويون وصفقوا لهم..
فلم أذق من ذلك الطعام لقمة.. واكتفيت بحشائش الارض..
وبعد عدة أيام..

إكتنز أصحابي من كثرة الأكل حتى ثخنوا ولم يقدروا على الحراك..
أما أنا.. فقد خشيت أن ينتقم مني القرويون عندما يكتشفوا بأني لا أشارك في الأكل.. فقمت بحشو ملابسي من الداخل بما استطعت من طعامٍ لففته بورق النبات ثم أحطته بالطين حتى لصق عليّ فبدوت كأني بدينٌ واسع البطن..
ثم حضر القرويون وقادونا جميعاً الى تلةٍ قريبة.. منصوبٌ على أعلى التلة خمسة أعمدة..

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!