قصة عشتار وجلجامش كاملة
الجزء الرابع :
عشتار وجلجامش 4
ﺧﺎﺭﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻮﻯ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻲ
ﺗﺤﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻗﺪ ﺃﺣﺮﻕ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﺟﺮﺡ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻗﺪ
ﺑﺪﺃ ﻳﻠﺘﺄﻡ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻋﻄﺎﻫﺎ
ﺍﻣﻼً ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻏﺪﺕ ﺗﻤﺸﻲ
ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺧﻄﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﺘﻌﺐ
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺗﻨﻈﺮ ﻳﻤﻨﺔً ﻭﻳﺴﺮﺓ ﻣﺎﺗﺪﺭﻱ
ﻋﻤﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﻠﺘﻘﻂ ﺍﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻭﺣﻴﻦ
ﺍﻋﺎﺩﺕ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻻﺣﻈﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ
ﺑﻌﻴﺪ ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺷﺠﺮﺓ
“ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﺷﺠﺮﺓ ﺣﻘﺎً ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ
ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ”
ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻴﺎﻝ ﺷﺠﺮﺓٍ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻋﻄﺎﻫﺎ
ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻐﺪﺕ ﺗﺸﺪ ﺍﻟﺨﻄﻰ
” ﻣﺎ ﺃﻇﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺳﺮﺍﺑﺎً ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ
ﺃﻣﻞ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﺳﺄﺗﺒﻌﻪ ﺃﻣﺎ ﺃﻥ
ﺃﺻﻞ ﻟﻠﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺗﻘﺪﻣﺖ
ﻟﻤﺒﺘﻐﺎﻱ”
ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺸﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﻜﺒﺮ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺭﺟﻼﻫﺎ ﺗﻜﺒﺮ
ﻭﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﺸﺠﺮﺓ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺩﻣﻮﻉ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﺌﺮﺍً
ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
” ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻚ ﻳﺎﺭﺏ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻪ
ﻣﺎﺀ”
ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﺳﺤﺒﺖ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ
ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺧﺮﺟﺖ ﺩﻟﻮﺍً ﻣﻠﻴﺌﺎً ﺑﻤﺎﺀ ﻋﺬﺏ
” ﻳﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻚ”
ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﺸﺮﺏ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ
” ﻻﺑﺪ ﺍﻧﻪ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﻣﺜﻠﻲ ﺗﺮﻯ ﻫﻞ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺸﺮﺏ؟”
ﻗﺮﺑﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﻨﻘﺎﺭﻩ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﺏ
ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﻔﺘﺢ ﻣﻨﻘﺎﺭﻩ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ
ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻳﻀﺎً ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻥ ﻭﺿﻌﺖ
ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﺘﺒﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﻪ ﻋﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﺗﺼﻞ ﺟﻮﻓﻪ
ﻛﺮﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺪﺕ ﻣﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺩﺧﻠﺖ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ
ﺟﻮﻓﻪ ﺛﻢ ﺟﻠﺴﺖ ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺸﺮﺏ ﺑﻨﻬﻢٍ ﺷﺪﻳﺪ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩﺍً ﺟﺪﺍً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﺷﺮﺑﺖ
ﺍﻟﺪﻟﻮ ﻛﺎﻣﻼً ﻣﻦ ﺣﻼﻭﺗﻪ
” ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻟﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻣﺴﻜﻴﻦٌ
ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻋﻄﺸﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺣﺮ ﺻﺤﺮﺍﺀ”
ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ
ﻫﻤﺖ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﻟﻤﻸ ﺍﻟﺪﻟﻮ ﻣﺮﺓً ﺍﺧﺮﻯ
ﻟﺘﺤﻤﻠﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻭﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺴﺤﺒﻪ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺮﺧﺔً ﻣﻔﺰﻋﺔ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﻔﺰﻉ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺪﻟﻮ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻧﻈﺮﺕ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻟﺘﺠﺪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻟﻌﺠﻮﺯ ﺷﻤﻄﺎﺀ
ﻣﺨﻴﻔﺔ ﺫﺍﺕ ﺷﻌﺮ ﻃﻮﻳﻞٍ ﺟﺪﺍً ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺟﺪﺍً ﻣﻔﺰﻉ
ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﻓﺮﺍﺋﺼﻬﺎ ﻭﺍﺻﻴﺒﺖ ﺑﺮﺟﻔﺔٍ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺮﻋﺖ ﻟﺤﻤﻞ ﻧﺴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ
ﻫﺎﺭﺑﺔ
ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎً ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻛﺾ
“ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺃﻳﻦ”
“ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺃﻳﻦ”
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﻛﺾ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﻌﺪ ﺧﻮﻓﺎً ﻭﻟﻜﻦ
ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺮ ﺍﺑﻴﺾ
ﻳﺎﺑﺲ ﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﺾ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻝ
ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﺳﻘﻄﻬﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻔﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺮ
ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﺳﺤﺒﻬﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ
ﺍﻋﺎﺩﻫﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ “ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ” ﻓﺼﻴﻠﺔٌ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻦ ﺗﺴﻜﻦ ﺍﻟﻘﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ
ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﺫﺍﺕ ﺷﻌﺮ ﺍﺑﻴﺾ
ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺎﺑﺲ ﻭﻓﻢٍ ﺩﻭﻥ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻓﻘﻂ
ﻧﺎﺑﺎﻥ ﻃﻮﻳﻼﻥ ﻭﻋﻴﻨﺎﻥ ﻣﺨﻴﻔﺘﺎﻥ ﻛﻌﻴﻨﺎ
ﺃﻓﻌﻰ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺧﻨﻘﺎ ﻭﺗﺄﻛﻠﻪ
ﻃﻮﻗﺖ ﻳﺪﺍﻫﺎ ﻭﺭﺟﻼﻫﺎ ﻭﺑﻄﻨﻬﺎ ﻭﺭﻗﺒﺘﻬﺎ
ﻭﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﺧﻮﻓﺎً ﻭﻗﺪ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﻧﻪ
ﻻﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﻔﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ
ﺻﺮﺧﺖ ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ: ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺃﻳﻦ
ﺗﺸﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻲ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ
ﺗﺴﺮﻗﻴﻦ ﺩﻟﻮﻱ
ﻭﺗﻬﺮﺑﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ
ﻗﺪ ﺟﻨﻴﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻳﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ
ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻭﺭﻃﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﺭﺽ ﺑﺸﺪﺓ
ﺍﺻﻴﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻟﻢٍ
ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻧﻬﻀﺖ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺮﻧﺢ
ﻓﻄﻮﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ ﻣﺮﺓً ﺍﺧﺮﻯ ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﺎ
ﻣﻘﺮﺑﺔً ﺇﻳﺎﻫﺎ
ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﻌﺪ: ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ
ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻋﻄﺸﻰ ﻭﻛﺪﺕ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ
ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻳﺨﺺ ﺃﺣﺪﺍً
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹