قصة عشتار وجلجامش كاملة
الجزء الثامن :
عشتار وجلجامش 8
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻴﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻭﺇﺟﺒﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺃﻣﺮ ﻋﻴﻘﻢ
ﺑﺴﺠﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﻮﻗﻌﺔ
ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻗﺎﻡ
ﺑﺘﻨﺼﻴﺐ ﺍﻟﻘﻌﻘﺎﻉ ﻭﻟﻴﺎً ﻟﻌﻬﺪﻩ ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ
ﻳﺠﻤﻊ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ
ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺟﻮﺍﺳﻴﺲ ﻟﻴﻌﺪﻣﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻢ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﻋﻴﻘﻢ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ
ﻗﻠﻌﺔ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻭﺻﻞ ﺳﺎﻣﺪ ﺑﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻼﺣﻒ ﻳﺤﻒ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻐﺮﺏ ﻟﻴﺤﻞ
ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺟﺪﺍً
ﺳﺎﻣﺪ: ﺗﺤﺮﻛﻮﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﻟﻤﺪ ﻋﺎﻝ ﺟﺪﺍً
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﻮﺩ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ
ﻛﺎﻥ ﻣﺎﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻝ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﻣﻜﺒﻠﺔ
ﻭﻣﻌﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﺑﻨﺘﺎﻫﺎ
ﻣﺎﻣﺼﻴﺮﻫﻤﺎ ﺃﻣﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﻣﺤﻄﻤﺎً ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﺳﻴﻔﻪ ﺃﻗﻮﻯ
ﺳﻴﻒٍ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﺨﺮ
ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻭﺃﺳﻼﻓﻪ ﺧﺴﺮ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻪ
ﻭﺍﺻﺒﺤﻮﺍ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﻣﻠﻚ ﺟﺎﺋﺮ
ﺳﻴﺴﺘﻌﺒﺪﻫﻢ ﻭﻳﺴﺘﻐﻞ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ﺃﻳﻤﺎ
ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ
ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻴﻂ
ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺮﺑﻂ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ
ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺷﺪﻫﺎ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﺣﺘﻰ
ﻻﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﻮﻗﻌﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺳﺎﻣﺪ
ﺑﺤﻞ ﻭﺛﺎﻕ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻭﺍﺩﺧﺎﻟﻬﻤﺎ ﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ
ﺍﻣﺴﻚ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﻴﺪ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺩﺧﻼ
ﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺳﺎﻣﺪ ﺑﻔﻚ
ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺮﻗﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ
ﻓﻤﺎﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺩﺧﻠﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻮﻗﻌﺘﻬﺎ
ﻣﻐﻠﻘﺔً ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺑﺎﺗﺖ ﻓﻲ
ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ
ﺳﺎﻣﺪ: ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﺭﺗﺎﺡ ﻗﻠﺒﻲ ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﻧﻌﻮﺩ
ﻟﺪﻳﺎﺭﻧﺎ
ﺭﺣﻞ ﺳﺎﻣﺪ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺎﺗﺰﺍﻝ ﻣﻤﺴﻜﺔً ﺑﻴﺪ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﻘﻮﺓ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺤﺰﻥ: ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ ﻧﺰﻉ
ﻋﺼﺒﺔ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻓﻼﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻻﻳﻮﺟﺪ
ﺃﺣﺪٌ ﻫﻨﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻣﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﻗﻊ
ﻣﻨﻪ ﻃﻤﺄﻧﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ
ﺍﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ
ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻪ
ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ
ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﺎ ﺇﻥ
ﻧﺰﻋﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﻟﺘﻔﺎﺟﺊ ﺑﻈﻼﻡٍ
ﺩﺍﻣﺲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺭﺅﻳﺔ
ﻳﺪﻫﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻈﻠﻤﺎً ﺟﺪﺍً ﻭﺿﻴﻖ ﻭﺣﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎ@ﺗﻠﺔ ﺃﺣﺴﺖ
ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﺒﺮ
ﺛﻢ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺠﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻊ ﺳﺮﻋﺔ ﻓﻲ
ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﺃﻣﻼً ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺳﻴﻬﺎ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﺃﻭ
ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻝ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻬﺎ
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻫﺪﺃ ﺭﻭﻋﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ
ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﻣﺴﻜﺖ ﻛﻠﺘﺎ
ﻳﺪﺍﻩ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﺑﻨﺘﺎﻱ ﺑﺨﻴﺮ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﻻﺗﺨﺎﻓﻲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎﻥٍ ﺁﻣﻦ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻫﻞ ﺳﻨﻈﻞ
ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻛﺎﺩ ﺍﺧﺘﻨﻖ ﻭﺍﻧﺎ
ﺩﺧﻠﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﻛﻴﻒ ﺳﺎﺻﺒﺮ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﻻ
ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ
ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺃﺣﺴﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻜﻲ
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺒﻜﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ
ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺷﺎﺡ ﺑﻮﺟﻬﻪ
ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔً: ﻣﺎﺩﻣﺖ ﻣﻌﻲ
ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ﺳﻨﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻌﺎً
ﻭﻧﺨﺮﺝ ﻭﻧﻘﺎﺗﻞ ﻋﻴﻘﻢ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣﻠﻜﻚ
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﺎ
ﻭﺿﻊ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺪﻩ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻣﺴﺢ
ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً: ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﺧﺎﺭﺝ
ﻗﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔً
ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ
ﺃﺻﻴﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﺟﺮﺍﺀ ﻣﺎﺳﻤﻌﺖ
ﻭﻛﺄﻥ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﺭﻓﺾ ﺍﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺟﻤﻠﺔ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻣﺎﺫﺍ.. ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﺣﻴﻦ ﻳﻘﺘﺮﻑ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ
ﺟﺮﻣﺎً ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﻳﺴﺠﻦ ﺩﺍﺧﻞ
ﻗﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ
ﻋﻤﻴﻖ ﻣﺈﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﻗﻮﻗﻌﺘﻬﺎ
ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻗﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﻳﺴﻴﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﺑﺒﻂﺀ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻜﻞ ﻳﻮﻡٍ ﻳﻤﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻮﻗﻌﺔ
ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺳﻨﺔً ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ
ﺻﺮﺧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺎﻛﻴﺔ: ﺃﺳﻨﻈﻞ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ
ﺳﻨﺔً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﺃﻫﺬﺍ
ﻣﺎﺗﺤﺎﻭﻝ ﻗﻮﻟﻪ
ﺻﻤﺖ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺍﻛﺘﻔﺎ ﺑﺤﻀﻨﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﺃﺭﺿﺎً ﺗﺒﻜﻲ ﻫﻮﻝ
ﻣﺼﻴﺒﺘﻬﺎ
ﺟﻠﺲ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺴﺢ
ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻭﺗﺘﻨﻔﺲ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﺳﺄﻣﻮﺕ ﺳﺎﺧﺘﻨﻖ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻻﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ
ﺳﻨﺔ ﺍﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ
ﺃﺭﺟﻮﻙ
ﺍﺣﺘﻀﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺮﺏ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ
ﺑﺎﻛﻴﺔ
ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻨﻔﺲ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺘﻨﻖ ﺣﺘﻰ ﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻌﻼً
ﺍﻣﺴﻚ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ
ﻭﻫﺰﻫﺎ ﺻﺎﺭﺧﺎً: ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻫﺪﺃﻱ ﻣﻦ
ﺭﻭﻋﻚ ﺍﺧﺎﻑ ﺍﻥ ﺗﺨﺘﻨﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻜﺎﺋﻚ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﻦ ﺗﺤﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻛﻴﻒ ﺳﺄﺻﺒﺮ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔً ﺍﻓﻌﻞ
ﺷﻴﺌﺎً ﺍﺭﺟﻮﻙ ﺍﻧﺖ ﻗﻮﻱ ﺟﺪﺍً ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺿﺮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺤﻔﺎﺓ ﻭﻗﺘﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ
ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﺧﻄﺒﻮﻁ ﺍﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ﺣﺎﻭﻝ
ﺍﺛﻖ ﺑﻚ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﻻﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ
ﺳُﺠﻨﺖ ﻋﻔﺎﺭﻳﺖ ﻭﻣﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺠﻦ
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻗﻮﻗﻌﺔ
ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﻓﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ
ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ
ﻫﺪﺃﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺘﺄﻗﻠﻢ
ﻭﺗﺘﻜﻴﻒ ﻗﻠﻴﻼً: ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺧﺮﺍﺝ
ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ
ﺃﻳﻀﺎً
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﺍﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺳﻬﻞ
ﺟﺪﺍً ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺂﻻﻑ ﺍﻟﺴﻼﺣﻒ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ
ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪٌ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻨﺎ
ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻓﺎﻟﺴﻼﺣﻒ
ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ
ﻳﻮﺿﻊ ﺃﺣﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﻠﺤﻔﺎﺓ ﻳﺘﻢ ﺑﻌﺜﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻼﺣﻒ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻣﺪ ﻭﺟﻨﺪﻩ
ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻱ ﺳﻠﺤﻔﺎﺓ ﻧﻮﺟﺪ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻥ
ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻴﺄﺱ: ﺇﺫﻥ ﻟﻦ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻫﻜﺬﺍ؟
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔً ﻫﻲ ﻻﺷﻲﺀ
ﻣﻘﺎﺭﻧﺔً ﺑﺄﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻟﻤﺌﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺤﺴﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ:
ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺳﺄﺷﻴﺦ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ
ﺯﻫﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﺳﺄﻗﻀﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﺮ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﻟﻈﻠﻢ ﺷﺪﻳﺪ
ﻭﺿﻌﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺼﻤﺖ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺭﻓﺮﻓﺮﺓ ﻣﺄﻟﻮﻑ
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺑﻔﺮﺡ:
ﻛﺎﺑﻮﻭﻭﻭﻭﻭﻭﺱ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺣﺎﻟﻜﺎً ﻟﻜﻦ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺭﺅﻳﺔ ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻃﻮﺍﻁ
ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﻖ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻬﺎ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﺁﻩ ﻋﺪﻧﺎ ﻟﻜﺎﺑﻮﺳﻚ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹