قصة عشتار وجلجامش كاملة
الجزء الثالث :
عشتار وجلجامش 3
ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺣﺴﻤﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺮ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﻴﺎﺗﻪ،
ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﻖ ﺳﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻔﺎﺡ
ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ
ﺃﺩﺕ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﺠﺮﺍً
ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺠﻨﻲ ﻋﺠﻮﺯ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺸﻖ
ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻋﺎﺭﺗﻬﺎ ﻗﺎﺭﺑﺎً ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻌﻘﺔٍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﻧﺼﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ
ﻟﻀﺒﺎﺏٍ ﺳﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ﻟﻐﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ
ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺐ ﺷﺪﻳﺪ
ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻣﻠﺘﻔﺎً ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ
ﺗﺮﻯ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ
ﻭﺃﺣﺴﺖ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎﺱ
ﻓﺎﻧﺴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺪﺍﻑ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً
ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺯﻭﺟﻪ ﻣﺘﻤﺴﻜﺘﺎً ﺑﺪﻓﺌﻪ ﺟﻴﺪﺍً
ﻭﻭﺻﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﺎﻳﻘﺎﺭﺏ ﺛﻠﺚ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﻭﻏﺪﺕ ﺗﻐﻔﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ
ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻀﺮﺑﺔٍ ﺷﺪﻳﺪﺓٍ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﺃﻓﺰﻋﺘﻬﺎ ﻫﻠﻌﺎً ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﺃﺧﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻳﺘﺄﺭﺟﺢ ﺗﺄﺭﺟﺤﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً
ﺍﻣﺴﻜﺖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺮ ﻭﺗﻮﺳﻄﺖ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻭﻫﻲ
ﺗﺮﺗﺠﻒ ﺫﻋﺮﺍً ﺑﺎﻛﻴﺔ
ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻥ
ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ
ﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﺳﻜﻦ ﺭﻭﻋﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻄﻤﺌﻨﺘﺎً ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺨﺮﺓً
ﺿﺮﺑﺔ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺍﺫ ﺍﻧﻨﻲ ﻻﺍﺳﺘﻄﻴﻊ
ﺗﺨﻤﻴﻦ ﻋﻤﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺃﻃﻠﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔً
ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻀﺮﺑﺔٍ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻗﻮﻯ
ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻟﻰ
ﺍﻧﻔﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭ ﺳﻘﻄﺖ ﺧﺎﺭﺝ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺳﻜﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻭﺍﻟﺘﻒ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺑﺠﺴﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ
ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ﻻﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺮﻯ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﻤﺎﻕ ﻳﺪﺍﻫﺎ ﻣﻤﺪﻭﺩﺓ
ﻭﺭﺟﻼﻫﺎ ﻣﻠﺘﻔﺘﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺧﺮﻯ
ﻟﻘﺪ ﻳﺌﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ
ﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄﺓ ﻇﻬﺮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﺎ
ﻗﺎﺋﻼً ﻋﺸﺘﺎﺭ.. ﻻﺗﺴﺘﺴﻠﻤﻲ ﻟﻘﺪ ﺍﻗﺘﺮﺑﺘﻲ
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻘﺎً ﻓﻲ ﻗﻌﺮ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑﻤﺨﻠﻮﻕٍ
ﻣﻔﺰﻉ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺍﻣﺎﻡ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺴﻜﻮﻥ
ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻔﺰﻉ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻻﺷﻌﻮﺭﻳﺎً ﺍﺭﺗﺪﺕ
ﻟﻠﺨﻠﻒ ﺿﺎﺭﺑﺘﺎً ﺍﻳﺎﻫﺎ ﺑﺮﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺻﺎﺑﺖ
ﺣﻠﻘﻪ
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺴﺒﺢ ﻟﻼﻋﻠﻰ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻻ ﺃﺻﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﺮﻗﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺧﻮﻓﺎً
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺗﺰﻳﺪ
ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺗﺴﺒﺢ ﻭﺗﺴﺒﺢ ﻭﺩﻣﻮﻉ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ
ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﺗﻤﺘﺰﺝ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺘﻀﻔﻲ
ﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓً ﺣﻮﻝ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﻣﻠﻮﺣﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻤﻠﻮﺣﺔ ﺩﻣﻌﻬﺎ
ﻓﺠﺄﺓً ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻴﺪٌ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﺮﺟﻠﻬﺎ ﺗﺴﺤﺒﻬﺎ
ﻟﻼﻋﻤﺎﻕ
ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﻘﻂ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻌﻔﺮ
ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﻬﺰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ
ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻭﻭﺟﻬﺖ ﺭﻓﺴﺔً ﺍﻟﻰ ﺷﻲﺀٍ ﺑﺪﺍ ﺍﻧﻪ
ﺭﺃﺱ
ﺍﻓﻠﺘﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﺧﻴﺮﺍ
ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﻌﻠﻮ ﺳﺒﺎﺣﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻭﺷﻚ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻥ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺍﻧﻪ
ﺍﻥ ﺍﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺓً ﺍﺧﺮﻯ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﺴﻄﺢ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺁﺧﺬﺓً ﻧﻔﺴﺎً ﻟﻢ
ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﺮﺏ ﺣﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺪ
ﻭﺻﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻭﺧﺮﺝ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﻓﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ “ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ” ﻓﺼﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ
ﺗﺴﻜﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻼﻣﺢ
ﻓﻘﻂ ﻭﺟﻪ ﺍﺧﻀﺮ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻴﻨﻴﻦ ﻭﻻ ﺍﻧﻒ
ﻟﻪ ﻓﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺍﺳﻨﺎﻥٌ ﻛﺄﺳﻨﺎﻥ ﻗﺮﺵ ﺟﻠﺪﻩ
ﻛﺼﺨﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺮﺍﻛﺐ ﻭﻳﻘﺬﻑ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺗﻪ ﻳﺴﺒﺢ ﻣﻘﺘﺮﺑﺎً ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﺰﻋﺔ
ﻭﻗﻔﺰﺓ ﻣﻤﺴﻜﺘﺎً ﺑﻄﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ
ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﺍﻟﻘﺖ
ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺟﺎﻧﺐ ﻧﺴﺮﻫﺎ
ﻳﺎﻟﻠﻬﻮﻝ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﺪﺕ ﻟﻠﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ
ﺭﻓﻌﺖ ﻧﺴﺮﻫﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﻨﺒﺾ ﻭﺟﺴﻤﻪ ﺩﺍﻓﺊ
ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻟﺼﺪﺭﻫﺎ ﻭﺍﻣﺴﻜﺖ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪﺍﻑ
ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﺫ ﻻﻳﻮﺟﺪ
ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺘﻨﻔﺲ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ﻋﺎﺩ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺍﻳﻀﺎً
ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺭﻣﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻣﻤﺎﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﺍﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺳﺮﻳﻌﺎً
ﺍﺧﻴﺮﺍً ﻋﺎﺩ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺜﻠﺚ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺘﺄﺭﺟﺢ
ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺛﻘﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ
ﻗﻌﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔٍ ﻣﻦ
ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ
ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺠﻨﻲ “ﺍﻟﺸﻖ” ﺑﺜﻘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥ
ﻟﺘﻮﻫﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻘﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺍﺫ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻧﻘﺔٍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ﺳﻴﻬﺎﺟﻤﻬﺎ ﻻﺷﻚ
ﺃﻟﻬﺬﺍ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺭﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﺎﺗﺮﻯ،
ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻮ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮﺍﻥ ﻫﻞ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ
ﺳﻴﺠﺬﺏ ﺟﻨﺎً ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺃﻡ ﻫﻞ ﻳﺼﻌﺐ ﺧﺮﻕ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺫﻭ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ؟
ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻞ ﻣﺎﻋﺮﻓﻪ ﺍﻧﻪ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻧﻮﻋﺎً
ﻣﺎ
ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﻋﻢ
ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺲ
ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﺍﻧﻪ
ﻻﺷﻚ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻔﺎﺟﺄﺗﻬﺎ ﻟﻴﻠﻘﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓً ﺍﺧﺮﻯ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﻗﺐ ﺑﺤﺬﺭٍ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻬﺎ
ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻥ ﺗﺒﻜﻲ
ﻻﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﻫﺎﻫﻨﺎ
ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺍﺗﺸﺠﻊ ﻟﻢ ﺍﺻﻞ ﻫﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻛﻮﻥ
ﻓﺮﻳﺴﺔً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻻﻋﻤﻰ
ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺳﺎﻗﺎﺗﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺮ
ﺭﻣﻖ
ﻟﻦ ﺍﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻭﻟﻦ ﺃﻳﺄﺱ ﺇﻥ
ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻣﻮﺕ ﻓﺈﻧﻲ ﺳﺄﻣﻮﺕ ﺑﺸﺮﻑ
ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻲ
ﻟﻜﻦ ﺗﺮﻯ ﺍﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﻫﻞ ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ؟
ﺍﺗﻤﻨﻰ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺳﺄﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻻ ﺃﻗﻞ
ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻪ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ﻗﺪ
ﻳﺄﺱ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻧﻈﺮﺍً
ﻟﺼﻐﺮ ﺣﺠﻤﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻗﻔﺰ
ﺟﺎﻟﺴﺎً ﺍﻟﻘﺮﻓﺼﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﺑﺴﻜﻮﻥ
“ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻟﻘﺪ ﺻﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻣﺎﺫﺍ
ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﻓﻌﻞ”
ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺑﻊ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ
ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﺍﺭﺟﻌﺖ ﻳﺪﺍﻫﺎ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻭﻫﻮﺕ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪﺍﻑ
ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺮﻳﺪ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﻪ ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺘﻘﻤﻪ
ﺑﻔﻤﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻨﻬﺶ ﺍﻟﻤﺠﺪﺍﻑ ﻭﺗﻬﺸﻴﻤﻪ
ﻭﻗﻔﺰ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺗﺤﺖ
ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ
ﻃﻮﻕ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ﺭﻗﺒﺔ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ
ﻭﻏﻤﺮ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻳﺨﻨﻘﻬﺎ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺗﺤﺘﻪ ﺑﻀﻌﻒ
ﻛﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ
ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺮﻓﺲ ﺑﺮﺟﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻦ ﺍﻧﻬﺎ
ﺗﺮﻓﺲ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﺲ
ﺍﻟﻨﺴﺮ
ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺮﻓﺲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻧﻔﻜﺖ ﺍﻟﺨﺮﻗﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻟﻔﺖ ﺑﻬﺎ ﺟﺮﺣﻪ ﻓﺴﺎﻟﺖ
ﻗﻄﺮﺓٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﻭﻓﺠﺄﺓً ﺣﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ
ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻗﻄﺮﺓ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺍﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺍﺫﺍ ﺑﺎﻟﺪﻟﻬﺎﺏ
ﻗﺪ ﺍﻓﻠﺖ ﺭﻗﺒﺔ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺍﺧﺬ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻭﻫﻮ
ﻳﺼﺮﺥ ﺻﺮﺧﺔً ﻣﻔﺰﻋﺔً ﺣﺘﻰ ﺗﻴﺒﺲ ﻣﻜﺎﻧﻪ
ﺍﺧﺬﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺍﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺑﺎﻛﻴﺔً ﻭﻫﻲ
ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺤﻨﻂٌ
ﻓﺎﺗﺤﺎً ﻓﻤﻪ ﺑﺤﺰﻥ
ﺭﻓﺴﺘﻪ ﺑﺮﺟﻠﻬﺎ ﻣﻠﻘﻴﺘﺎً ﺑﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﻭﺍﺧﺬ ﺟﺴﻤﻪ ﻳﻄﻔﻮ ﻭﻳﺘﺒﺨﺮ ﺣﺘﻰ ﺫﺍﺏ
ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮﻛﺎﻟﺰﺑﺪ
ﺍﻣﺴﻜﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ
ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻛﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺧﺒﺄﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ
ﺻﺪﺭﻩ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻥ ﺍﻣﺘﻨﺎﻧﻬﺎ
ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ
ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺭﻓﻌﺖ
ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﺷﻜﺮﺕ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺑﺎﻻﻧﻘﺸﺎﻉ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً
ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﺗﺸﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ
ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻬﺸﻢ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻏﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﺤﻤﻠﺖ
ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻓﻮﻕ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﺧﺮﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ
ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻳﻨﻐﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻐﺮﻕ
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹