قصة كاملة يحكى عن إمراة فقيرة توفّى زوجها وترك لها ثلاثة بنات صغيرات
ثمّ أرجعت الرّأس لمكانه ،وواصلت تنظيف الرّواق وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه من شدّة الخفقان ،لكن لمّا لاحظت أنّه لم يخرج أحد بدأت تشعر بالإطمئنان ،وأنهت عملها بسرعة ،ثمّ جلست تقرأ في كتاب الأعشاب ،وكانت مهتمة بالأنواع السامة ،وفكّرت أن تصنع سمّا تدسّه في طعام الغولة وتقتلها ثم تنقذ أختاها وتهرب .المشكلة أنّ عليها أيضا أن
تتخلّص من الشّيخ ،وهو ساحر لا يمكن خداعه بسهولة ،لذلك عليها أن تفكّر بحلّ، ولمّا جاء الشّيخ ،وسألته لماذا لا يبيت في القصر ؟ نظر إليها بشراسة ،ثم أجابها أنّ ذلك لا يعنيها ،ومن الأفضل أن تهتمّ
بشؤونها ،فضحكت ،وزادت ثورته :وصاح :سأعلّمك الأدب ،وأخذ يلوّح بيده ،إستغربت البنت فرغم صياح الشّيخ لم تخرج الغولة ،وتأكّدت أنّها لا تنهض سوى في الليل .
في الغد أرادت أن تجرّب ذلك، فأخذت وعاءا نحاسيّا كبيرا ،وألقته على الأرض فأحدث صوتا عاليا لكن لم يتحرّك أحد ،ففهمت أنّ من يأتي هنا ،يعرف أن الغولة تغيب كامل اليوم ،فيفتح الأبواب إلا أنّ هتاك وراءها فخّ ،وأيّ واحد يفعل ذلك يقع له شيئ لا تعرفه ،وربّما هذا ما حصل لأختيها ،فتشجّعت ،وقالت :مازال هناك بعض الوقت قبل أن يأتي الشّيخ ،سأنزل ،وأرى ما يوجد في الدهليز !!! ولمّا أدارت الرّأس إنفتح المدخل ،ورأت درجا ضيّقا يقود إلى أسفل ،فوجدت سراجا أشعلته
ونزلت ،وفي النّهاية وجدت نفسها في مكان واسع مفروش بالزّرابي ، وفيه الأثاث الفاخر، وفي أحد الزوايا رأت فتى نائما ،وقد شحب لونه وظهر عليه الهزال الشّديد ،ولمّا إقتربت منه رأت أنّه حسن المنظر، ويرتدي ملابس غالية ،وفجأة قام، وأمسك بها من ثوبها ،فخافت وطلعت تجري ،ثمّ أغلقت باب الدّهليز ،ووقفت لحظة لتسترجع أنفاسها ،وتساءلت من ذلك الفتى ،وماذا يفعل هنا ؟ لكن الأهمّ أين أختاها ؟ ثم جلست
تبكي ،وقالت :إن لم أجدهما هناك ،فهذا يعني أن الغولة قتلتهما ،ثم مسحت دموعها ،وتساءلت ،وماذا لو كانتا عند الشّيخ ؟
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇