close
قصص وعبر

رواية الحداد أغاغول وثعبان السموم كاملة

رواية الحداد أغاغول وثعبان السموم الحلقه الثانيه
《ثم فجأة تفتت الصخور وتشققت الأرض حول جمله وانطلق ضجيج ورعب لتلفظ الأرض لهبا حارا لاسعا لكنه أسود لا ضياء فيه ونفثت دخانا مقبضا قاتما خانقا بأشد من أي دخان رآه الحداد》

…… يتبع

. وتشققت الأرض حول جمله وانطلق ضجيج ورعب لتلفظ الأرض لهبا حارا لاسعا لكنه أسود لا ضياء فيه ونفثت دخانا مقبضا قاتما خانقا بأشد من أي دخان رآه الحداد.

وكمن أغاغول مرتعبا خلف صخرة يرقب فإذا بالأرض تلفظ شياطين كثيرة مرعبة لها قرون كقرون الثيران وأذناب كذيول الذئاب وأقدامها كأقدام البغال وأسنان حادة لامعة كأسنان الأسود لولا أن أنيابها طويلة كما لو كانت مسامير من الصلب وتشهر مخالبها التي تشبه خناجر قاطعة.

صرخت تلك الشياطين بأصوات قبيحة وهللت فرحة وهي تدور حول الجمل وتصرخ وتعوي قبل أن تنقض عليه فهجمت أولا على الحشوة القش فلما وجدتها ليست بشرا أشاروا لها بأصابعهم فإذا بها تشتعل بلسان من لهب أحمر ثم أسقطوا الجمل المسكين وانهالوا عليه تمزيقا بمخالبهم وأنيابهم وأغاغول يراقبهم في رعب ثم لاحظ

أنهم ينتزعون جزءا من أطيب الأماكن في الجمل فلا يقربوه وإنما يجمعوه في قدر كبير كما أتوا بكأس ضخم من الحجر عليه نقش يشبه الحمار فملئوه بدماء الجمل ثم حملوه نحو شيطان كبير يجلس منتظرا لا يشاركهم عبثهم فأمسك الشيطان الكبير بقطعة من اللحم النيء فمضغها ثم بصقها وقال: ما هذا؟

قالت باقي الشياطين بصوتها القبيح الذي يشبه مزيجا من فحيح الثعبان وعواء الذئب: أطيب لحم الجمل يا مولانا.

قال الشيطان الكبير: تبا لهذا ألا يوجد شيء من لحم البشر اللذيذ؟

بدت الشياطين مرتجفة وهي تقول: لم نجد مع الجمل بشرا يا مولاي كانت عليه حشوة من قش.

نظر لهم ملكهم المريع هذا بعين غاضبة فأضاءت بضوء أحمر قوي سطع على رمال الصحراء فذابت لتتحول إلى زجاج ومر به على أجساد أتباعه فأطلقوا صرخات ألم قبل أن يخفض عينيه إلى الكأس المملوء بالدم فيرتشف منه رشفة ويقول: وما هذا الدم؟

قالوا مرتعبين بصوت يشبه صوت البوم: دم من دم الجمل! طازج يا ملكنا لم يذقه أحد قبلك!

مط ملكهم شفتيه وقال: لا بأس اذهبوا وامرحوا!

هرعت باقي الشياطين عائدة للجمل تلتهم من لحمه وتشرب من دمه وهي تغني غناءا بشعا فتسلل أغاغول مقتربا مستغلا إنشغالهم هذا وهنا التفت له الملك وصرخ صرخة شنيعة اهتزت لها صخور الوادي ورماله فشهر أغاغول سيفه واندفع يمزق ثلاثة أو أربعة شياطين من طريقه متجها نحو الملك.

الشياطين مخلوقة من نار كما تعرف فلا تؤذيها السيوف لكنها إذا تجسدت وخرجت في صورة البشر لتؤذيهم أو تقتلهم فإنها تمتلك بالمقابل الجسد الذي تؤذيه السيوف والرماح فتفقد حمايتها النارية. وهكذا اندفع أغاغول بالسيف الذي أعطاه له كبير القلعة ليسقط ثلاثة آخرين من حرس الملك ثم أمسك الملك نفسه فقبض على عنقه الأسود المغطى بالشعر الخشن ووضع سيفه على حلقومه.

ثارت الشياطين وهاجت وشهرت مخالبها التي تشبه الخناجر تبغي تمزيق أغاغول فضغط بنسل سيفه على ملك الشياطين حتى جرحه فخاف الأخير على حياته فرفع يده نحو أتباعه يأمرهم بالسكون فصمتوا.

ثم قال الملك: يا ابن آدم. قد قطعت علينا جمعنا وهتكت سترنا وقتلت من رجالنا. لكنك إذ ارتكبت هذا الجرم فقد أبليت بلاءا حسنا وأثبت شجاعة محمودة ولذا فعلي لك أنك إن تمنيت أي أمنية أجبتها بلمح البصر. أطلقني ثم تمنى علي وسأحقق بقوتي وسحري ما تشاء وسأجعلك أغنى أهل الأرض.
لكن أغاغول رجل حصيف يعلم أن الشياطين لا تفي بوعودها ولو أوفت فهذا شر من أن تفي لأن أمرهم لا يأتي منه خير قط. حتى لو أعطوه مالا فسيكون مالا ملعونا يزيد همومه ولا ينقصها.

لذا فقد قال : كلا! لن أتركك أيها الملك حتى أخرج من الوادي آمنا أو أهلك معك!
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!