رواية الحداد أغاغول وثعبان السموم كاملة
ونظر الغيلان باستهزاء وضحكوا إذ وجدوا الحداد بجسده الهزيل مازال واقفا بإصرار منتظرا أن يعرف باقي المهام
قال كبير الغيلان : والمهمة الثانية أن تعبر وادي الهامات ليلا وحدك.
كان هذا الوادي يتناقل الناس عليه أخبارا مفزعة عن أشباح قاتلة وجن وعفاريت يسكنونه فمن عبره ليلا أو نهارا ولم يقتل خرج منه مجنونا
اهتز الحداد في داخله لكن إصراره ثبت أقدامه فخرج صوته حازما : والمهمة الثالثة
نظر له كبير القلعة بغيظ وظن أنه يستهزئ به فاستبدل الفكرة الثالثة ب~أشنع منها وقال : والثالثة أن تقتل ثعبان السموم
شهق من حوله في دهشة فقد كان هذا ثعبانا جبارا طوله مائتي ذراع وفكيه يستطيعان أن يقبضا على بقرتين أو ثلاثة في وقت واحد فيبتلعهم في قضمة واحدة.
لكن الفتى الحداد لم يهتز لأنه تذكر كلمة والده (لا تحمل هم الغد قبل أن تخلص من هم اليوم) إن حصل على الكأس واجتاز الوادي عندها فقط سيبدو الثعبان مخيفا
والتفت الفتى مغادرا دون كلمة واحدة فنظر له كبير القلعة متعجبا وقال لنفسه : إما أنه سيرحل بلا عودة وإما أنه شجاع لدرجة الجنون وسيسعى لما همه ولو كانت الثانية فليس أقل من أن أعينه بشيء ما
فنادى على الحداد وقال له : قبل أن تغادر لمهمة تتبع الغيلان فلك أن تمسك سلاحا من أسلحتهم
وأعطاه سيفه. بدا للحداد الخبير سيفا ممتازا لكنه لم يعرف أنه سيف غير عادي يصيب أي هدف يطعنه في مقتل مخترقا أقوى الدروع.
على أن السيف لم يكن لينفع الحداد في مهمته الأولى فوضعه وسط متاعه وتوجه نحو الأمير يطلب الفوز بالكأس
نظر الأمير بسخرية للفتى النحيل وقال أواثق أنك تطلب مصارعتي؟
قال له الحداد: نعم يا مولاي وليفز بالكأس أقوانا جسدا
كان الأمير قد أخذ عهدا بألا يرد أي طال للنزال مهما كان إلى أن يجد من يغلبه ولذا خرج فورا للقاء الحداد
وغلبه بسهولة طبعا رغم مقاومة الحداد الشرسة فقال الحداد: ها أنت يا مولاي غلبتني في جولتك الأولى
قال الأمير : ارحل يا غلام فإني لا أصارع الرجل إلا مرة فليس لمهزوم أن ينال شرف مصارعتي.
قال الحداد : يا مولاي الأمير لم أذكر المصارعة. لكن النزال لكي نرى من منا له الجسد الأقوى وقد أثبت أن ذراعيك أقوى من ذراعي بالمصارعة فماذا عن باقي الجسد؟
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇