close
قصص وعبر

رواية الحداد أغاغول وثعبان السموم كاملة

وهنا انهار الحداد فجأة وطرق على باب الزنزانة يطلب الخروج.

وخرج الأمير خلفه يستنشق الهواء من حدائقه الغناء لا يصدق أنه مازال حيا ومازال منتصرا

وأحس بثقة لا حدود لها. ورغم ِأن الحداد لم يعد له أمل في الانتصار إلا أن الأمير تحمس للسباق التالي: سباق الرأس

قال الحداد: هو سباق للمكر ويجب أن يكون صعبا لكلانا فلا ينصرك مالك أو قوة عضلاتك. يجب أن نكون متساوين أمام من نريد غلبته للفوز بالسباق

فعاهده الأمير المتعطش للتحديات على هذا فقال الحداد: هناك امرأة بخيلة عجوز تعيش في سوق المدينة تبيع الأقمشة. وهي ماكرة جدا وحادة الطبع فلا يستطيع أحد أن يغلبها في ثمن بضاعتها ولو استطاع أحدنا أن يأخذ منها شيئا بأقل من ثمنه قبل الآخر فهو الفائز

فقبل الأمير متحمسا وأراد الذهاب للسوق لكن الحداد أوقفه قائلا: يا مولاي. ألا تذكر عهدك؟

قال الأمير : بلى أذكره

قال الحداد : لو رأت جندك لخشيت بطشهم ولو رأت ملابسك الفاخرة طمعت في مالك ولو كشفت عن ذراعيك المفتولتين صمتت رعبا منك.

فقال الأمير متحيرا: إذن فماذا أفعل؟

قال الحداد: لا أرى حلا سوى أن ترتدي مثلي ملابس رثة ممزقة وتضع أحد ذراعيك داخل الثوب فتبدو أكتعا بيد واحدة فلا تخشاك أو تطمع منك.
وقبل الأمير الشرط على مضض لكنه التزم بالوفاء بعهده لم يحاول التملص منه لأن وعد الحر دين عليه.

وخرج الاثنان وحدهما إلى السوق فذهب لها الحداد أولا يسألها عن أسعار أقمشتها نوعا نوعا حتى أصابها السأم لكنها لم ترض أن تنزل في سعرها ولما بلغ إلحاحه مداه ثارت فيه لترده مخذولا.

فتقدم الأمير ففعل مثله قليلا ثم طلب منها وشاحا رخيصا فلما أحضرته ألح عليها أن تلفه له فلما فعلت تعثر في كومة من الأوشحة الغالية فأسقطها فأخذ يعتذر ويرفع الأوشحة يردها مكانها وفي غفلة من السيدة استبدل وشاحه الذي في اللفافة بأحد الأوشحة الغالية ونهض أمامها حاملا اللفافة فسألها عن ثمنها الرخيص ونقدها إياه.

ذهب الأمير للحداد فرحا وقال هاهو الوشاح وها أنا غلبتك بذراعي وقدمي وبطني وصدري ورأسي أيها الفتى الأحمق فابتعد عن وجهي أيها المهزوم.

فقال له الحداد: حق لك يا مولاي أن تفرح بانتصار رأسك وسيذكر الناس حتما نصرك علي بأشد من أي نصر آخر مهما طال العمر.

قال الأمير متعجبا وفخورا: وما يميزه عن غيره من انتصاراتي وأمجادي؟

قال الحداد: لأن الناس ستذكر أن الأمير جرى في طرقات قصره كما يفعل الأطفال واستبدل طعامه الفاخر بطعام خشن واقتلع زهوره الغالية ليحبس نفسه في السجن معها ويشعل النار في الحجرة التي يجلس فيها ثم ارتدى ملابس الشحاذين وذهب ليحتال على عجوز مسكينة فسرق وشاحها كما يفعل أنأ اللصوص!!!!!!!!!!!!
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!