close
قصص وعبر

رواية الحداد أغاغول وثعبان السموم كاملة

صمت الأمير مبهوتا ثم قال: إليك عني. خذ الكأس الذهبي وارحل فلم يغلبني ولن يغلبني من هو شر منك.

فأخذ الحداد الكأس وذهب به لكبير قلعة الغيلان الحمر فتعجب هو ومن معه وقالوا: لكنك لم تصرع الأمير؟

قال الحداد: صارعته دون خشية وفزت لكم بالكأس فماذا تريدون؟
نظر كبيرهم بإعجاب إلى الكأس الجميلة وقد تراقصت نفسه قليلا مع تلألؤها فقال لنفسه: ولماذا أرد الكأس؟ مازال أمامه مهمتين لن ينجزهما.

فقال بصوت عال: قبلنا الكأس يا أغا غول (ساخرا من سؤاله عن أغا القلعة أول ما أتى لهم فصار الحداد معروفا بهذا الاسم الغريب أغاغول)

وأصبح على الحداد أو أغاغول أن يعبر وادي الأشباح في ليلة وزاد من الخوف أن كانت تلك الليلة غير مقمرة.

لكن أغاغول أعد عدته قدر استطاعته. كانت المشكلة أنه لا يوجد من عبر الوادي من قبل سليما لكي يسأله عن الأخطار التي ستواجهه فيه لذا قرر أنه يجب ~أن يتأخر خلف شخص ما حتى يرى ما يناله قبل أن يتقدم هو.

أعد جملاً كبيرا ووضع عليه حشوة من قش على شكل إنسان كما لو كانت الراكب وأطلق الجمل أمامه ومضى متسللا خلفه.

لم يمض وقت طويل حتى بدأت أخطار الوادي تتوالى. كان أول ما صادفه أصوات عجيبة تدوي حوله. تبدو كما لو كانت تنطلق من كل حجر ونبتة أمامه. صرخات شنيعة مرعبة في البداية لكنه تشبث بشجاعته وبذكرى عيني عروسه المرتقبة ومضى ثم أتت ضحكات قوية أشعرته بنشوة غريبة ورغبة في أن يضحك حتى الموت

فأخذ يذكر كل أحزان حياته ووفاة والده وأمه وأحزن القصص والأشعار واجتاز تلك المنطقة بمشقة كبيرة.

وهنا بدأت أصوات أسوأ من سابقتها. أصوات مغرية فاتنة تذيب القلوب وتؤجج الأهواء, تدعوه لفتن وملذات لا حد لها وتصور له أنها موجودة على جانب الطريق لكنه إذ كاد يضعف سد أذنيه وتقدم نحو جمله المضطرب فغطى أذنيه هو الآخر ليكمل المسير في صمم.

وقطع ثلث الوادي آمنا,

لكن الثلث الثاني بدأ بداية أكثر إفزاعا لم تكن هناك أصوات بل رؤى شنيعة

كان يمشي مطمئنا بعد أن حجب عن أذنيه تلك الأصوات المدمرة فإذا به يرى محبوبته ساقطة على الأرض وجمله يتقدم بإصرار فيدهسها
وأصابه الهلع إذ رأى الدماء تتدفق منها وجسدها الغض يتشوه واندفع مسرعا نحوها لولا أن ساعده الحظ فتعثر في لجام جمله وسقط أرضا وحين نهض وجد أن الجسد المحبوب تلاشى.

ونظر حوله ليجدها في كل مكان. أشباح وهوام تطير وتسير تصرخ وتضرب وتطلب رؤوس أناس لا يعرفهم لكنه أحس برغبة عارمة في قتلهم وتمزيقهم. كانت تصرخ بـأصوات لا تسمع عبر الآذان بل عبر القلوب فلا ينفعه منها حماية وكانت تتحدث وتتحدث بإلحاح حتى تجذب ذهنه فتشرده عن الطريق.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!