close
قصص وعبر

رواية الحداد أغاغول وثعبان السموم كاملة

أحس أنه يسقط في بئر عميقة بلا قرار وأنه لا يرغب إلا في الرحيل عن ذا المكان بأي ثمن وحينما فكر في هذا وجد من يهمس في أذنه أو على الأصح لقلبه بإغراء : ولو كان الثمن أبي وأمي وعيني محبوبتي

لكن هذا كان خطأ تلك الهوام الجسيم فقد أطلقت في عروقه دفقات غضب نارية أنقذته من الحال الذي كان غارقا فيها فثبت أقدامه وتشبث بحبل ربطه في جمله وخفض أذنه يبعدها عن رؤى الموت والرعب والفتن والملذات التي أخذت تتكرر أمامه إما تدعوه لجانب الطريق أو تخوفه من الاستمرار فيه.

وبعد زمن مضى عليه كدهر انتهت تلك الرؤى الشنيعة لكن بعدها وجد في نفسه وساوس أخرى تلح عليه

يرغب في أن يصرخ أو يرقص أو يقفز أحيانا يشعر بخفة تجعله يظن أنه قادر على الطيران أو أن لو قفز وسط الرمال فسيسبح فيها كما لو كانت بحرا لكنه تحكم في نفسه وظل كامنا في اختباءه يمضي متسللا خلف جمله ذو الحشوة وأخذ يكرر لنفسه آية الكرسي والمعوذتين ليقوه تلك الوساوس.
وأخيرا قطع الثلث الثاني من الطريق بسلام.

بدا له أن المكان قد أصبح آمنا وأن جمله يمشي في ثقة و~أحس براحة كبيرة وبدا له هذا الجزء من الوادي متسعا رحبا بلا مخاطر.
ثم فجأة تفتت الصخور وتشققت الأرض حول جمله وانطلق ضجيج ورعب لتلفظ الأرض لهبا حارا لاسعا لكنه أسود لا ضياء فيه ونفثت دخانا مقبضا قاتما خانقا بأشد من أي دخان رآه الحداد…
يتبع..
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!