قصة رائعة كانت هناك فتاة صغيرة تدعى هينة ، كانت تمضي وقتها، كبقية بنات القرية
سألتها هينة : هل سأرى يوسف مرة أخرى ؟ أجابتها :الله وحده هو من يعلم ذلك ،ليس عندك سوى الصّبر ،أمّا الآن فأغلقي عينيك ،وعندما فتحتهما هينة وجدت نفسها زنجية ذات لون بني غامق ،إنزعجت البنت ،وقالت :هل سأبقى طول عمري هكذا ؟ردّت البومة : قبلة على شفتيك من الحبيب سترجعك كما كنت !!! وعليك بالإتجاه
شرقا فمن هذه الناحية جاء يوسف باحثا عنك ،ولمّا أتمت البومة كلامها طارت واختفت عن الأنظار .
بقيت هينة تمشي دون راحة ولا تقدر أن تنسى يوسف ،وكلما همّت أن تنشد شعرا مثلما تعودت أن تفعل تذكرت وصيّة البومة ،وهذا ما زاد في قلقها ولمّا وصلت لقرية يوسف ،ذهبت لعمّها وقالت له أنها تبحث عن عمل ،فكلفها برعي الماعز، وحلب البقر وهو لا يعلم أنها هينة ،وأسكنها في الزّريبة . تحمّلت المسكينة هذه الحياة القاسية وكلها أمل أن يرجع يوسف .
في أحد الأيام جاء تاجر إلى القرية ،وكان يرتدي ثيابا تشبه ثياب يوسف ويضع عمامة تشبه عمامته ،وعندما رأته هينة رمت قلة الحليب من يدها ،و جرت نحوه بفرح ،وأنشدت :
عاد يوسف ولا عتاب
فما أحلى وجود الأحباب
بعد طول غياب
إلتفت إليها التّاجر بدهشة ،وقال لها : إسمي نور الدّين ،ولا أعرف من يوسف الذي تتحدّثين عنه ،أكيد أنّك خلطت بيني ،وبين شخص آخر !!! ندمت هينة على حمقها ،وحاسبها عمّها حسابا عسيرا على القلة التي كسرتها ،وقال لها : سأقتطع ثمنها من أجرك ،لكنّها لم تنصت إليه ،فلقد كانت تتسائل إن سمعت الغربان شعرها ،وعرفت سرّها .
في المساء رأت هينة الطائر يحوم حول الزّريبة ،وتكلم يوسف من بطنه : يا هينة كيف حالك ؟ وماذا تعشيّت؟ قالت : شديدة السّوء ،وتعشّيت النّخالة ، رد عليها : يا ويحك من تلك الحالة ،وكان عمّ هينة مارّا في تلك اللحظة فسمعها ، وفي الغد أعطاها غرفة في داره ، وتركها تستريح ،وتعشّت كسكسي باللحم . لمّا حلّ المساء جاء الطائر، وحام حول الدار، وتكلم يوسف : يا هينة كيف حالك ؟..
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇