لم تتوقف الحرائق فى منزله عند هذه النقطة، إحدى بناته كانت تقوم بمسح أرض المنزل بالمياه بعدما رفعوا الأثاث منه كاملا، فجأة اشتعلت النيران فى «الكراتين» التى جاءت بها لتضعها على الأرض، احترقت الكراتين بينما الجميع واقفون أسفل المنزل، ويضيف: حتى لو كان هناك من يحرق عمدا، فهذا مستحيل أن يكون حدث فى وجود كل هؤلاء.
كسابقيه رفض الحاج متولى أن يقول كلمة «الجن» أو «العفاريت» بينما قال «إحنا لينا باللى بنشوفه، واللى شايفينه مش فاهمينه، والله أعلم باللى بيحصل»، قبل أن يختتم كلامه قائلا: «إحنا نايمين فى الشوارع ومتغطيين بالبطاطين والناموس».
عندما تمضى أكثر داخل القرية تستوقفك حكاية «الحاجة زغلولة» حيث كان منزلها الأكثر احتراقا من بين كل المنازل التى دخلناها، لم يبق فى المنزل شىء إلا وقد أتت عليه النيران، قالت: «هذه شقة ابنى، وكل هذا منزله وأثاث بيته لم يبق منه شيئا، حتى «البطانية» تسولتها من الجيران كى يلتحف بها فى الليل، أشعر بالحزن شقا السنين ضاع فى لمح البصر».
مازالت تتذكر لحظة الحريق، التوقيت نفسه، الثالثة عصرا، كانت تجلس على باب بيتها وفجأة وجدت الدخان يخرج من كل مكان فى شقة ابنها بالدور العلوى، كان حفيدها على كتفها، أخذت تصرخ حتى سقطت على الأرض، تجمع الأهالى وأطفأوا النيران فى الشقة لكن مجهودهم جاء متأخرا، بعدما احترق كل شىء.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹