إنهّن ثلاث صديقات حميمات، محجوبة ،ومحبوبة، وعيشوشة لا يكدن يفارقن بعضهن بعضا، ويذهبن سويا إلى جميع الأمكنة

الجزء الثالث
دخل الولد مروان الدّار ،وصلّى ،ثمّ جلس يتلو القرآن و،لمّا أتم القراءة ،إلتفت إلى صاحب البستان ،وقال له هناك امرأة ثالثة تعيش هنا أليس كذلك ؟ استبدّت الدّهشة بالرّجل ،وقال له: هذا صحيح !!! لكن كيف عرفت ذلك ؟
أجاب الولد: لقد أحسست بذلك ،وأعرف أنّ قلبك محتار،،والآن دعني أذهب للزّريبة فهناك يوجد الجواب عن كلّ تساؤلاتك !!! قال صاحب البستان في نفسه : هذا الولد مبارك، فلقد فهم في لحظة واحدة ما أخفيته منذ خمسة عشرة سنة ،وأذن له بالذّهاب، راجيا أن يحمل له خبرا يريحه من الألم الذي يعيش فيه .دفع مروان باب الزّريبة ،فرأى امرأة قذرة مكوّمة على نفسها في ركن ،وهي تنحت قطعة خشب ،إقترب منها ،وألقى عليها السّلام ،فالتفتت بدهشة نحوه ،ورمقته بطرف عينها ،فرأت أنّه جميل الوجه وطويل القامة ،ثم قالت: ويحك من أنت !!! وكيف تركك ذلك الرّجل تدخل إلى هنا ؟
فجلس، وقال :لقد شاهدت الدّمية التي تخفينها في الغابة ،وأريد أن أعرف قصتك!!! همست : إخفض صوتك ،ذلك الرّجل زوجي ،ولو عرف أنّي أخرح للغابة سيكون موقفي صعبا ،فهو يقفل علي الباب، لكنّي حفرت نفقا يقود إلى الخارج ،وكلّ يوم أذهب للغابة ،والدّمية التي رأيتها هي إبني الذي إختفى مني ليلة مولده ،ووجودها يجعلني أنسى أعانيه من حزن ،هذه هي قصّتي ،والآن قل لي من أنت ؟ خلع امروان حذائه،وأرها قدمه اليمنى المقطوعة الإصبع ،وقال لها: ألا يذكّرك ذلك بشيئ ؟
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية