إنهّن ثلاث صديقات حميمات، محجوبة ،ومحبوبة، وعيشوشة لا يكدن يفارقن بعضهن بعضا، ويذهبن سويا إلى جميع الأمكنة

الجزء الرابع
رجع مروان بالثّياب وقارورة عطر للحمّام ،ولبست المرأة ملابسها الجديدة ،وتعطرت ،ولمّا شاهدها إبنها لم يعرفها لشدّة حسنها،ثم أخذا معهما كثيرا من الهدايا ،وقصدا دار صيّاد السمك 》…
دقّ الولد وأمّه الباب ففتح لهما الرّجل ولمّا رآهما فرح فرحا شديدا ،وجاءت إمرأته تجري ،ورحّبت بهما ودموعها تتساقط من عينيها ،وطبخت لهما الطعام فأكلا واستراحا بعد هذه الرّحلة الطّويلة ،وفي الصّباح قال الولد للصّياد : غدا سآخذ القارب والشّبكة، وأخرج إلى النّهر، فلا أريد أن تكون أمّي عالة على أحد ،ولمّا رأى الصّياد إصراره ،قال له :لقد كبرت ،ومن حقّك أن تربح قوتك بعرق جبينك !!! أمضى الولد أيّاما وهو يكدّ ويتعب لكن الرّبح كان قليلا ،
ولن يكون له وأمّه بيتا مستقلاّ ،وكان ذلك يصيبه بالإحباط، لكن ذات يوم سمع طرقا على الباب، ووجد أمامه التّاجر الذي رآه في السّوق ،وقال له :يجب أن نتكلّم ،أنا مستعدّ أن أشتري منك التّحفة الواحدة بثلاثة دراهم !!! فكّر مروان وقال: هذا ثمن جيّد، فأنا لا أربح من بيع السّمك سوى عشرة دراهم ،فكلّم أمه فأجابته: لم أعد أستحقها بعد أن وجدتك ،يمكنك بيعها إن أردت .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇