close
غير مصنف

قصة عشتار وجلجامش الجزء الحادي عشر حتى الاخير

الجزء الثالث عشر :

عشتار وجلجامش 13
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻣﺤﻠﻘﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﺣﺎﻣﻼً
ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮﻩ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺃﻟﺴﺖ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻣﺘﺨﻔﻴﻴﻦ ﺣﺘﻰ
ﻻﻧﺜﻴﺮ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﻻﺗﻘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺘّﺎﺭ ﻭﺳﺄﻛﻮﻥ
ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺟﺪﺍ ﻓﻼﻭﻗﺖ ﻧﻀﻴﻌﻪ ﻟﻘﺪ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ
ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺒﺘﻐﺎﻱ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺇﻥ ﺻﻨﻌﺖ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺳﺄﺻﺒﺢ ﺃﻗﻮﻯ ﺟﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻃﻼﻕ
ﻧﻈﺮﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺑﻔﺮﺡ ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻓﻠﻢ
ﺗﺮﻩ ﻣﺒﺘﻬﺠﺎ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ: ﺣﺴﻨﺎ
ﺃﺳﺮﻉ ﺇﺫﻥ
ﻓﺠﺄﺓً ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺰﻭﺑﻌﺔ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮﻫﻤﺎ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ

ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻗﻮﻳﺔً ﻭﻋﺎﺗﻴﺔ ﺣﺎﻭﻝ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ
ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻘﺬﻓﺖ ﺍﻟﺰﻭﺑﻌﺔ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ

ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺳﻘﻂ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺔٍ ﻛﺜﻴﻔﺔ
ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻈﻼﻡ
ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻣﻌﻠﻘﺔً ﺭﺃﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ﻓﻲ ﺷﺠﺮﺓ
ﻋﺎﻟﻴﺔ
ﺍﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ
ﻭﺗﺼﺮﺥ ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﻛﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻭﻳﻨﻘﺬﻫﺎ
ﻓﺠﺄﺓً ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﻬﻤﺲ “ﺍﺧﻔﻀﻲ

ﺻﻮﺗﻚ”
ﻧﻈﺮﺕ ﺑﻔﺰﻉ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻛﺎﺑﻮﻭﻭﻭﻭﺱ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﻲ
ﺃﻡ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﺁﺍﺍﺍﻩ ﻟﻘﺪ ﺑﺖ ﺃﺷﻚ
ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ﻓﻌﻼً ﺃﻫﺬﻱ
ﻭﺃﻫﻠﻮﺱ ﺑﻮﻃﻮﺍﻁ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ
ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻲ… ﻟﻜﻦ
ﻻﻭﻗﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﺎﻷﺟﻬﺶ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻚِ ﻳﺮﻳﺪ
ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﺣﻘﺎً .. ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻚ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺘﺒﺄ ﺍﻵﻥ

ﺧﻠﺼﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻟﻘﺎً
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺟﺴﻤﻬﺎ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺨﺪﻭﺵ
ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﺍﺗﺒﻌﻴﻨﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ
ﻫﻤﺴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﺣﺴﻨﺎً ﺍﺧﺘﺒﺌﻲ ﺧﻠﻒ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺳﺄﻃﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻭﺃﺣﺪﺩ ﻣﻮﻗﻌﻬﻤﺎ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺍﻷﺟﻬﺶ
ﺍﺧﺘﺒﺄﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻃﺎﺭ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻳﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﺤﻔﻪ ﻫﺪﻭﺀ
ﻣﻔﺰﻉ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ
ﺳﻤﺎﻉ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻹﺧﻔﺎﺀ
ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻳﻨﺒﺾ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﻌﻴﺪ
ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻛﻨﺔً ﺟﺪﺍً ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻋﺜﻮﺭ
ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﺟﻨﻲ ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻛﻤﺎ

ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻓﻲ
ﺳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻣﺪ ﻣﺨﻔﻴﺔً ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ
ﺻﺎﺧﺒﺔ ﻭﻏﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻓﺠﺄﺓً ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺼﺮﺥ:
ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺳﻘﻂ
ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎً: ﻫﺸﺸﺸﺸﺶ ﺇﻧﻪ
ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻳﺨﺮﺝ ﺻﻮﺗﺎً ﻛﺼﻮﺕ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻳﺮﻳﺪ ﺧﺪﺍﻋﻚ ﻭ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ ﺑﻚ ﺍﺧﺘﺒﺌﻲ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﺩﻡ ﺗﺠﺎﻫﻚ
ﺍﺧﺘﺒﺄﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺧﻠﻒ ﺷﺠﺮﺓ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻣﺨﻔﻀﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻐﻤﻀﺘﺎﻥ
ﻭﻛﺎﺑﻮﺱ ﻭﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻬﺎ
ﻫﻤﺴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻬﻠﻊ: ﻳﺎﺇﻟﻬﻲ.. ﻫﻞ ﺃﻧﺖ

ﻣﺘﺄﻛﺪ.. ﻭﺃﻳﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻧﻪ
ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﻟﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻟﻤﻼﻗﺎﺗﻪ
ﻣﺸﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺧﻠﻒ ﺍﻹﺷﺠﺎﺭ ﺑﺤﺬﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻣﺮﻓﺮﻓﺎً ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺇﺷﺎﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓٍ
ﻷﺧﺮﻯ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﻫﻴﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻟﺠﻬﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ
ﺍﺳﺮﻋﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﺭﺍﺋﻚ
ﻣﺸﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺸﺪ ﺍﻟﺨﻄﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻬﺪﻭﺀ
ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ:
ﻫﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻲ
ﺑﺎﻷﺟﻬﺶ ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﺪﻭﻩ ﻳﺠﻬﺶ
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﻗﺘﻠﻪ ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻣﻴﺖ

ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﻫﻮ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ
ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﺩﻋﻲ
ﺑﺎﻷﺟﻬﺶ ﻷﻥ ﻟﻪ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻠﻌﻨﺔ
ﻭﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ “ﻟﻮّﺁﺡ” ﻭﻫﻮ ﻣﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺒﻜﻲ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺣﻮﻝ
ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ
ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭٍ ﻟﻪ ﻳﺠﻌﻠﻪ
ﻳﺒﻜﻲ ﻗﺒﻞ ﻗﺘﻠﻪ ﻟﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻦ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺒﻜﻴﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺍﻷﺟﻬﺶ

ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺴﻌﻰ ﺧﻠﻔﻲ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻠﻘﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻪ
ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ
ﻛﺎﺑﻮﺱ: ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﺟــﻬـــﺶ: ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻗﺒﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﺻﺮﺧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺃﺭﺿﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻟﺘﻔﺎﺟﺊ ﺑﺎﻷﺟﻬﺶ
ﻭﻛﺎﺑﻮﺱ ﻭﺍﻗﻒٌ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻗﺒﻚ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﺍﺧﺬﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ
ﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻬﺮﻭﺏ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﺍﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ
ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﻤﻐﺎﺭﺓٍ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺑﻮﺱ
ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﺎ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺪﺭﺟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ
ﺍﻷﺟﻬﺶ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻟﻘﺪ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﻲ
ﻓﻘﻂ ﺍﻵﻥ ﺣﻴﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﺑﻮﺱ
ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﻲ
ﺇﺫﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺤﺾ ﺧﻴﺎﻝ
ﺩﺧﻞ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ ﻟﻠﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺃﺟﻠﺴﻬﺎ
ﺟﺎﻧﺒﺎً
ﻭﺃﺷﻌﻞ ﻧﺎﺭﺍً ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﻛﺎﺑﻮﺱ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻪ
ﺭﻛﺰﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻷﺟﻬﺶ
ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﺩﺭﻫﺎ: ﻟﻦ ﻳﻨﺠﺢ ﺳﺤﺮﻙ ﻣﻌﻲ
ﻻﺗﺤﺎﻭﻟﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﺪﻱ
ﺃﺻﻴﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺨﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ
ﺳﺤﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻟﻜﺎﺑﻮﺱ
ﺑﺄﺳﻰً ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﻗﺎﺋﻠﺔً: ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻚ
ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻟﻜﻨﻚ ﻣﺠﺮﺩ ﺧﺎﺋﻦ
ﺑﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻣﻦ.. ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻫﻪ ﺇﻧﻪ
ﻣﻦ ﻣﺤﺾ ﺧﻴﺎﻟﻚ ﺛﻢ ﻣﺴﺢ ﺍﻷﺟﻬﺶ
ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺘﻼﺷﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻔﺎ
ﺍﺣﺘﺎﺭﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻤﺎﻳﺠﺮﻱ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﻛﺎﺩﺕ
ﺗﺠﻦ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻡ ﺧﻴﺎﻝ ﺃﻡ
ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻵﻥ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻻﻭﺟﻮﺩ ﻟﺸﻲﺀٍ ﺍﺳﻤﻪ ﻛﺎﺑﻮﺱ
ﻟﻘﺪ ﺗﻠﺒﺴﺘﻚ ﻣﻨﺬ ﺩﺧﻮﻟﻚ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﺃﻭﺣﻴﺖ ﻟﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﺮﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻔﺎﺵ
ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺪﺭﺟﻚ ﻫﻨﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺃﺣﺪٍ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺳﻮﺍﻙ
ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻜﻦ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺤﺪﺙ
ﺷﻲﺀ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺮﺓٍ ﺇﻟﺘﻘﻴﻨﺎ
ﻣﻊ ﺃﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻗﺪﺍً ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻬﻴﺌﺔ
ﻧﺴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﺧﻄﻔﻚ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺟﻨﻮﺩ ﻋﻴﻘﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﺠﻬﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻤﺎ
ﺩﻋﺎﻧﻲ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﻟﻴﺴﺘﻔﻴﻖ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻻﺗﻘﺘﻠﻲ ﻭﺃﺧﺴﺮﻙ
ﺛﻢ ﺃﺟﻠﺖ ﺧﻄﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ
ﺧﻄﻄﺖ ﺃﻥ ﺍﺗﻠﺒﺴﻚ ﻭﺍﺧﻄﻔﻚ ﻭﺳﻂ
ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻟﻜﻦ ﺗﺪﺧﻞ
ﻋﻴﻘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺃﻓﺸﻞ ﺧﻄﺘﻲ
ﻭﺟﻌﻠﻨﻲ ﺣﺒﻴﺴﺎً ﺑﺪﺍﺧﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ
ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﻣﻌﻜﻤﺎ ﻓﻠﻮ ﺧﺮﺟﺖ
ﻣﻦ ﺟﺴﻤﻚ ﻟﻘﺎﻡ ﺟﻨﻮﺩ ﻋﻴﻘﻢ ﺑﻘﺘﻠﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ ﻹﺧﺮﺍﺟﻚ ﻣﻦ
ﺣﺴﻦ ﺣﻆ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻬﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻨﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺑﺖ ﺃﺭﺍﻗﺒﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍً
ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺗﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﺑﺮﻋﻮﻧﺔ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﺤﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ
ﺳﻼﺣﻪ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺎً ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻏﺎﻓﻼً ﻋﻨﻚ ﺃﻳﻀﺎً
ﻛﺎﻥ ﻫﻤﻪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻴﺎﺭﺥ ﻟﺼﻨﻊ ﺳﻼﺣﻪ

ﺃﺣﺴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻐﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ: ﻳﺎﻟﻚ ﻣﻦ
ﺧﺒﻴﺚ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺻﻮﺭﺕ ﻟﻲ ﻭﻃﻮﺍﻁ ﻳﺘﻐﺬﻯ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ
ﻗﺼﺘﻲ ﻭﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﺻﺎﺩﻗﻪ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ
ﺍﻷﻭﻝ ﻷﺩﺧﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻛﺘﺌﺎﺏ ﺩﺍﺋﻢ
ﺣﺘﻰ ﻻﺗﺸﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻭﺗﺮﻛﺰﻳﻦ
ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻧﻚ ﻭﻻﻳﺸﻚ ﺃﺣﺪٌ ﺃﻧﻚ ﻣﺘﻠﺒﺴﺔ
ﻣﻦ ﺟﻨﻲ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻙ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻬﻠﻮﺳﺔ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﻳﺤﺰﻧﻚ
ﻷﻧﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺪﻣﻮﻋﻚ ﻷﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﻣﺒﺘﻐﺎﻱ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻳﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺒﻴﺚ ﻭﻏﺒﻲ ﻟﻦ ﺗﺤﺼﻞ
ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻜﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻟﻦ ﺗﺤﺼﻞ
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺃﻥ ﺳﻠﻤﺘﻨﻲ ﻟﻌﻴﻘﻢ ﺳﺄﻗﻮﻝ
ﻟﻪ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻳﺔ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺳﺤﺮ ﻋﻴﻨﺎﻙ
ﻫﻮ ﺟﺎﺋﺰﺗﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺮﻓﻲ ﻟﻮﻻ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ ﻟﻚ ﻭﺻﺤﺒﺘﻲ ﻟﻚ ﻟﻜﻨﺖ ﻓﻲ
ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻵﻥ ﺇﻧﻚ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻲ ﻭﻋﻠﻴﻚ
ﺍﻵﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﺃﺻﻴﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺨﻮﻑ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻓﻼ ﺳﺤﺮ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻧﺎﻓﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻲ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ ﻳﺮﻭﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻟﺴﺒﺐ
ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﺎ
ﻓﻘﺪﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺑﻌﺔ
ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻁ ﺃﻳﻀﺎً “ﺁﻩ ﻣﺎﺫﺍ
ﺳﺄﻓﻌﻞ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺨﻴﺮ
ﻭﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻁ

ﻭﻳﺠﺪﻧﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻴﺨﻠﺼﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ
ﺍﻟﻐﺎﻣﺾ”
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺍﻣﺸﻲ ﺃﻣﺎﻣﻲ
ﻣﺸﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺨﻀﻮﻉ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﺟﻬﺶ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺳﻔﺢٍ
ﺷﺎﻫﻖ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﻳﺠﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻓﻮﻗﻪ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﺯﺟﺎﺟﻲ ﻣﻌﻠﻖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﻭﻗﻔﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻗﺎﻡ
ﺑﺪﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﻓﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ
ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪﻱ ﺳﺤﺮ ﻋﻴﻨﻴﻚ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻔﻴﻖ
ﻧﻈﺮﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻲ
ﻟﺘﺮﻯ ﺟﻨﻴﺔً ﻣﺴﺠﺎﺓ ﺗﻐﻂ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ
ﻋﻤﻴﻖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺯﻫﻮﺭ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﺗﺤﻒ ﺑﻬﺎ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ
ﺃﺧﺬﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ
ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﺍﻷﺟﻬﺶ ﺑﺤﺰﻥ: ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻫﺒﺘﻚ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﺬ ﻭﺿﻌﺖ ﻗﻮﺗﻬﺎ
ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍً ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ ﺑﻌﺪ

ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺖ ﺃﻣﻚ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻣﻚ ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﻗﺪ
ﻗﻀﺖ ﻧﺤﺒﻬﺎ ﻓﺰﺍﺩ ﺃﻟﻤﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻤﻮﺕ
ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻔﻜﺮ ﻭﺗﺴﺮﺡ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺃﻥ ﺃﻧﺴﻴﻬﺎ ﻭﺃﺳﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻦ
ﻻﺟﺪﻭﻯ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻚ ﻃﻮﺍﻝ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻓﻘﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪﻫﺎ
ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪﻫﺎ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻲ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﺜﺨﻨﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ
ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﻛﻮﺧﻨﺎ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﻞ ﺑﻬﺎ
ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﻫﺒﺖ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻟﻌﻴﻦ ﺍﺑﻨﺔ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺬﺕ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﻫﺎﺟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺤﺮ ﺃﻣﻚ
ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺧﺎﻧﺖ ﻋﻬﺪﻩ ﻣﻌﻬﺎ
ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻭﻫﺮﺑﺖ
ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺭﺟﻮﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻟﻨﻲ
ﻋﻠﻴﻜﻲ ﺣﺘﻰ ﺁﺗﻲ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺭﻓﻀﺖ ﻭﻷﻧﻬﺎ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ
ﺗﺘﻌﺎﻓﻰ ﻭ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍً ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻳﻘﺎﻇﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻲ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻭﺑﺪﺃ
ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﺑﺎﻟﺬﺑﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﻏﺪﺕ ﻛﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻻﺣﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ
ﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄﺓ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ
ﻭﻋﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﺭﺩ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ
ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻖ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻮﺓ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺒﺤﺜﺖ
ﻋﻨﻚ ﻭﻭﺟﺪﺗﻚ ﺿﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻣﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﺘﻮﺟﺴﺖ
ﻣﻨﻪ ﺧﻴﻔﺔً ﻟﻜﻨﻪ ﻓﺎﺟﺄﻫﺎ ﺣﻴﻦ ﺟﺜﺎ ﻋﻠﻰ
ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ ﺧﻠﺼﻲ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﻦ ﺳﺠﻨﻬﺎ ﺃﻧﻘﺬﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺗﻬﺎ
ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻚ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺱ

ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻟﺤﺒﻴﺒﻪ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺇﺟﺒﺎﺭﻙ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﻘﺎﻇﻬﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ ﻭﺣﺪﻙ
ﺃﺻﻴﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺬﻫﻮﻝ ﻋﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ
ﻣﺎﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻋﺠﺐ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻗﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺷﻲﺀ
ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻟﻬﺎ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ
ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺒﺖ ﺟﻨﻲ ﻭﺃﺧﺎﻓﺔ ﺟﻨﻲ ﻭﻋﺸﻘﻬﺎ
ﺟﻨﻲ ﻭﺧﺪﻋﺖ ﺟﻨﻲ ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺘﺮﺟﺎﻫﺎ ﺟﻨﻲ
ﻭﻳﺴﺘﻌﻄﻔﻬﺎ
ﻧﻈﺮﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻟﺘﺮﻯ
ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﻟﺘﻠﻚ
ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ ” ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻻﻋﺠﺐ
ﺃﻥ ﻳﺤﺰﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﻥ
ﻭﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﺘﺨﻠﻴﺼﻬﺎ”

ﺃﺷﻔﻘﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻭﻗﺎﻟﺖ:
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﺩﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ
ﺟﻔﻨﻬﺎ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺈﻳﻘﺎﻇﻬﺎ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﻴﻖ ﺣﺒﻴﺒﺘﻚ
ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺼﻴﺮﻱ ﺃﻧﺎ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﺁﺧﺬﻙ ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺗﺮﺣﻠﻮﻥ
ﺑﺴﻼﻡ
ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ
ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻘﻢ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﺃﻋﺪﻙ ﺑﺸﺮﻓﻲ ﺇﻥ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻟﻮّﺁﺡ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮﻓﻚ
ﺍﻃﻤﺌﻨﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﺣﺴﻨﺎ ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﻻﺑﺪ
ﺃﻧﻚ ﺍﺷﺘﻘﺖ ﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ
ﻧﺰﻟﺖ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻟﻜﻨﻪ
ﺃﺷﺎﺡ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺛﻢ ﺣﺮﻙ ﺳﻴﻔﻪ
ﺑﺮﻓﻖ ﻓﺎﻧﺒﺜﻘﺖ ﺯﻭﺑﻌﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺣﻤﻠﺔ
ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻃﺎﺭﺕ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔً ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻓﻮﻕ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻛﻴﻦ ﻣﺎﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﺇﻧﻚ
ﺗﺘﺨﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻗﻮﺗﻚ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻓﻼﺑﺸﺮ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺧﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﺜﻠﻚ
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺴﻜﻮﻥ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻻﺑﺄﺱ

ﻓﻠﻢ ﺃﺧﻒ ﺳﻮﻯ ﺟﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻣﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎً
ﻧﺎﻫﻴﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻟﻌﻨﺔ
ﺳﻴﺴﻌﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﺑﻨﺘﻲ
ﺃﻳﻀﺎ ﺳﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﻳﻘﺎﻅ ﻟﻮّﺁﺡ
ﺍﻧﻜﺴﺮ ﻗﻠﺐ ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﻳﺎﺇﻟﻬﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﺑﺴﺒﺒﻲ ﻟﻘﺪ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺰﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﺩﻭﻥ
ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻲ
ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺼﺪﻕ
ﺃﻥ ﺃﻣﻬﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﺄﺗﻲ
ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻳﺠﺮﻱ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺍﺗﻰ ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﺑﺄﻥ ﻭﻫﺒﺖ ﻗﻮﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻬﺎ
ﻭﺃﺻﺒﺖ ﺑﻮﻫﻦ ﻭﺗﻌﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ
ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺎﻧﺘﻬﺰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ
ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﺘﻞ
ﻟﻮّﺁﺡ ﻓﻬﺠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻭﺗﻠﺒﺴﺘﻪ ﻭﻟﻢ
ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺟﻤﻴﻌﻨﺎ
ﻋﺎﻟﻘﻮﻥ ﻓﻼﺃﻧﺎ ﺍﻳﻘﻈﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﻭﻻﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﺨﻠﻴﺺ
ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻭﺍﺑﻨﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ
ﺃﻣﻬﺎ
ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﻦ
ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﻨﺠﺎﺣﻪ
ﻓﻲ ﺇﺩﻣﺎﻉ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻣﻘﺎﺑﻞ
ﻟﻮّﺁﺡ ﻭﺟﻬﺎً ﺑﻮﺟﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ
ﺳﻘﻄﺖ ﺩﻣﻌﺘﻬﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍً
ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻟﻠﻮّﺁﺡ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﻓﻮﻕ ﺟﻔﻦ ﻟﻮﺍﺡ
ﺛﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻴﻨﻬﺎ
ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻮﺍﺡ ﻓﻤﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﺪﺭﻫﺎ
ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺀ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ

ﺃﺣﺴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻘﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﻭﻫﻮﺍﺀ ﺣﺎﺭ
ﺟﺪﺍ ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺪﻣﻌﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻓﺄﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﻴﻦ
ﺃﻏﻤﻀﺘﻬﻤﺎ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﻭﻋﻴﻬﺎ
ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ
ﺃﺣﺴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻨﺴﻴﻢ ﻫﻮﺍﺀ ﺑﺎﺭﺩ ﻳﺪﺍﻋﺐ
ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ
ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺶ
ﻧﻬﻀﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻮﺥ
ﻓﺮﺃﺕ ﻣﻤﺮﺍ ﻃﻮﻳﻼ ﺗﺤﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﻪ ﺃﺷﺠﺎﺭ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺻﻮﺕ ﺗﻐﺎﺭﻳﺪ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻦ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻤﺮ
ﻣﺸﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ
ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻭﺟﺪﺕ ﺷﻼﻝ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ
ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺻﺨﺮﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ
ﻭﻟﻮﺍﺡ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺗﻤﺸﻂ
ﺷﻌﺮﻫﺎ
ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺟﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻳﺪﺭﻥ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﻭﻳﺘﻀﺎﺣﻜﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﺴﺮﻭﺭ
ﻭﻳﺤﻒ ﺑﺎﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﻛﺜﻴﻔﺔ
ﻭﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ“ :ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮ
ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﻴﺔ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
ﺭﻗﻴﻘﺔ”
ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻮﺍﺡ ﻟﻜﻨﻬﺎ

ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ
ﻛﺄﻧﻪ ﺟﺪﺍﺭ ﺷﻔﺎﻑ ﻣﻦ ﺯﺟﺎﺝ ﻳﺤﺠﺐ ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻮﺍﺡ
ﺃﺧﺬﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﻄﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ
ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺖ ﻟﻬﺎ ﻟﻮﺍﺡ
ﻛﺎﺩﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﻤﺎ ﺗﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺇﺫﺍ
ﺑﻴﺪ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﻄﻤﺖ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ
ﻭﻃﺎﺭﺕ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎً
ﺃﺧﺬﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻟﻮﺍﺡ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺣﻴﻦ ﺭﻛﺰﺕ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻻﺟﻈﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﺗﻄﻴﺮ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﺍﺡ ﻭﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﺣﻄﺎﻡ ﺯﺟﺎﺝ ﻳﻨﺰﻟﻮﻥ ﻟﻸﺳﻔﻞ
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﻤﺴﻜﺔ
ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ: ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ ﺃﻓﻴﻘﻲ
ﺃﺭﺟﻮﻙ
ﻧﻈﺮﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ
ﺇﻧﻪ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻪ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺴﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻠﺔ: ﺃﻳﻦ
ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻮﺍﺡ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺸﻂ ﺷﻌﺮﻫﺎ
ﺗﺤﺖ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﻻﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺗﻚ
ﻻﺗﺨﺎﻓﻲ
ﺻﺮﺥ ﺍﻷﺟﻬﺶ: ﺳﺄﻗﺘﻠﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻏﺪ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ
ﻣﺎﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺎﻳﺠﺮﻱ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﻟﻤﺎ
ﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺃﺭﺿﺎً ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ “ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻮﺍﺡ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ
ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﻔﻮﺍ ﻳﺎﺇﻟﻬﻲ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻠﻢ”
“ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻗﺪ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ
ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﻭﺃﺳﻘﻄﻪ ﻫﻮ ﻭﻟﻮﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻳﺎﻟﻠﻬﻮﻝ”
ﺻﺮﺥ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﺻﺮﺧﺔ ﻏﻀﺐ ﻣﺮﻋﺒﺔ
ﻭﻃﺎﺭ ﻣﺘﺠﻬﺎًً ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻋﺸﺘﺎﺭ
يتبع ..

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!