قصة عشتار وجلجامش الجزء الحادي عشر حتى الاخير
ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺘﻌﺠﺐ: ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻛﻴﻒ ﺣﺪﺙ
ﺫﻟﻚ؟!
ﻓﻤﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﻤﻠﻬﺎ
ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ
ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻻﺗﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ
ﻭﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻳﻬﻤﺲ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻘﻴﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺣﻴﻦ
ﻧﺬﻫﺐ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﻧﺲ ﺃﻭ ﻧﺘﺸﻜﻞ ﺑﻬﻴﺌﺔ
ﻧﺘﺤﺎﺷﻰ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻷﺣﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﺎﻛﻨﺖ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﺭﺍﻗﺒﻚ ﻓﻮﻕ
ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻜﻢ ﻭﺍﻧﺖ
ﺗﻜﺒﺮﻳﻦ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩﻳﻦ ﺟﻤﺎﻻ
ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﺣﻨﺎﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻭﺧﻮﻓﻚ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫ ﻛﻨﺘﻢ ﺃﻳﺘﺎﻣﺎً ﻭ ﻛﻨﺘﻲ ﺃﺣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺃﻣﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﻓﻴﻚ ﺻﺪﻗﻚ ﻭﺑﺮﺍﺀﺗﻚ ﺣﺘﻰ
ﺻﺮﺕ ﺁﺗﻲ ﻟﻌﺎﻟﻤﻜﻢ ﻷﺭﺍﻗﺒﻚ ﻃﻮﺍﻝ
ﻳﻮﻣﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻤﺸﻄﻴﻦ ﺷﻌﺮﻙ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ
ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺗﻐﻨﻴﻦ ﺑﺼﻮﺗﻚ ﺍﻟﻌﺬﺏ
ﺃﻭ ﺗﺒﻜﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻭﺗﺒﻮﺣﻴﻦ
ﺑﺄﺳﺮﺍﺭﻙ ﻭﺁﻻﻣﻚ ﻭﻣﺨﺎﻭﻓﻚ ﻟﻠﻨﺠﻮﻡ
ﻭﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﻳﻬﻢ ﺑﻀﺮﺏ ﺃﺣﺪ
ﺃﺧﻮﺗﻚ ﻓﺮﻣﻴﺘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺗﻠﻘﻴﺘﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﻛﻲ ﺗﺤﻤﻲ ﺃﺧﺎﻙ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ
ﻳﻜﺒﺮﻙ ﺳﻨﺎً ﻏﻀﺒﺖ ﻏﻀﺒﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﺇﺫ ﺃﻧﻨﻲ
ﺃﺭﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺿﺮﺑﺖ ﺃﻣﺎﻣﻲ
ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ
ﻧﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﺗﺪﺧﻞ ﺃﻭ ﺃﺗﻠﺒﺲ ﺃﺑﺎﻙ ﻷﻋﺎﻗﺒﻪ
ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻟﻜﻨﻲ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺑﻲ ﺑﺤﺰﻥ
ﻓﺎﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﻛﺒﺤﺖ ﺟﻤﺎﺡ ﻧﻔﺴﻲ،
ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻚ ﻭﺃﺣﺒﺒﺘﻚ
ﻭﻏﺪﻭﺕ ﺍﺣﻠﻢ ﺑﻚ
ﻭﺍﺗﺨﻴﻠﻚ
ﺍﺗﺨﻴﻠﻚ ﻣﻌﻲ
ﺍﺗﺨﻴﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻲ
ﺻﻨﻌﺖ ﻟﻨﺎ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ
ﻭﺣﻴﻦ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻫﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺑﺤﺜﺖ
ﻋﻨﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻟﻚ ﻣﺜﻴﻠﺔ
ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻚ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺘﻲ
ﻓﻘﺪ ﺗﺴﻠﻞ ﺣﺒﻚ ﻟﻘﻠﺒﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﺳﻠﺒﺘﻲ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﺃﻥ ﺃﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﻘﻚ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺑﻪ
ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ
ﺃﺻﺒﻌﻚ ﻭﺍﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺑﻌﻴﻨﺎﻙ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﺳﻘﻄﺖ ﺩﻣﻌﺔ ﺩﺍﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﺗﻐﻤﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺇﺫ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺣﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻬﺎ
ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ
ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ
ﻓﺄﺧﻤﺪ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ
ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ
ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ
ﻫﻤﺴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ: ﺇﻥ ﻋﺎﻟﻤﻜﻢ ﻏﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍ
ﻓﻬﻮ ﻣﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻻﺣﻴﺎﺓ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻦ
ﻫﺪﻭﺀﻩ ﻣﺮﻳﺢ ﻟﻸﻋﺼﺎﺏ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ: ﻫﻞ ﺗﻮﺩﻳﻦ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺘﺪﻳﻠﻚ
ﻛﺘﻔﺎﻙ ﻷﺭﻳﺤﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺸﺎﻕ
ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ
ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ
ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺟﺪﺍ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻭﺍﺣﺘﻀﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻧﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ
ﺑﻌﺪ ﺑﺰﻭﻍ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺑﺼﻮﺕ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺧﻴﻤﺘﻬﺎ ﻟﺘﺮﻯ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﺃﺳﻘﻂ ﺷﺠﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹