رواية نار_تحت_الرماد

بعد أيّام لاحظت ناهد أنّ سامح بدأ يتغيّر ،وأصبح أكثر ثقة في نفسه ،ولم يعد يسكر ،وفرحت، وقالت في نفسها :سهير محقّة ،وان الفنادق ،و جوّ الأعمال تجعل الإنسان أكثر تفتّحا ،وبعدا عن التّقاليد ،لكنّها كانت مخطئة تماما ،فقد إستغلّ سامح معرفته بزبائن أبيهاالمهندس رضوان، وفتح شركة توريد واستيراد باسم أحد أخواته ، وبدأ يعقد معهم صفقات بأسعار أرخص ،وكان سامح ذكيّا وحسن المعاشرة فتوسّعت تجارته بسرعة ،وشغّل جميع إخوته ،وبقي هو بعيدا ،خصوصا بعد أن انخفضت أرباح شركة أب ناهد ،وإبتعد كثير من زبائنها ،لكن لم يشكّ أحد في سامح الذي كان دائما في مكتبه، ومنضبطا في شغله،ودام على هذه الحالة حتى أفلست الشّركة، وإشتراها إخوته بثمن بخس .
ومرض أبو ناهد لما حلّ به من إفلاس وبدأت حالته المادّية تسوء ،وباع مخزنا كبيرا للبضائع، وكالعادة إشتراه إخوة سامح الذين برز إسمهم في السّوق وبدأوا يستثمرون في العقارات ،وزادت أرباحهم في حين لم يبق لعائلة ناهد سوى الفيلا الأنيقة في الزّمالك ،وقال سامح في نفسه سأجعلكم تسكنون بيتا حقيرا وسأستمتع لمّا أرى ناهد تعمل شغّالة لتأكل ،وفي الليل تسلّل مجهولان ،وأضرما النّار في مستودع السّيارة ،وبسرعة إمتدّت النّارإلى الفيلا وفي الصّباح، لم يبق منها شيئ ،وقال البوليس أنّ الحريق نتيجة عطل كهربائي ،وقفل المحضر،أمّا ناهد فلم تصدّق ما حدث لأهلها ،ولم تمض بضعة أشهر على زواجها حتى لم يبق لهم شيئ ،واستأجر أبوها شقّة صغيرة في حيّ شعبي .
ولمّا ذهب لزيارتهم تعجّب كيف صار حالهم ،إلى درجة أنّه أشفق عليهم ،ولمّا خرج أحس بالرضى على نفسه فلم يبق سوى أن يطلّق ناهد ،وبالتالي ينتقم منها ومن أهلها الذين إستغلّوا فقره وطيبة قلبه ليخدعوه .
…
يتبع الحلقة 3
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇