أرسل النبي – صلى الله عليه وسلم – عبد الله بن حذافة – رضي الله عنه – إلى كسرى ملك فارس واسمه ( خسرو الثاني ) يدعوه فيها إلى الإسلام وعبادة الله، وكان يعلم النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الكبرياء في نفس كسرى غير ما هو عند هرقل
ثم قال لهما : ارجعا إلى صاحبكما في اليمن [[ أي باذان ]] وأخبراه إِن ربي قتل ربه هذه الليلة بعد منتصف الليل، وإن ابنه ( شيرويه ) هو الذي قتله،[[ وبالفعل في هذه الليلة قتل كسرى فارس الملقب ” خسرو الثاني ” على يد ابنه شيرويه الذي انقلب على والده ليصبح ملكاً على الفرس ]]، وقولا لباذان : إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى وينتهي إلى الخف والكراع [[ أي كل البلاد التي تحت سيطرته ستكون تحت سلطة النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى الأنعام والمواشي ]]، وقولا له : إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك، وملّكتك على قومك .
عاد الرجلان إلى باذان ملك اليمن، وأخبراه بكل ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : إن صدق ما قال فهو رسول الله .
وما هي إلا أيام حتى جاءه خطاب من {{ شيرويه }} ابن كسرى الزعيم الجديد في بلاد فارس يقول فيه : إنه قد قتل أباه قبل أيام، ويطلب من باذان بيعة أهل اليمن، لكنّ باذان كان قد اتّخذ قراره {{ باعتناق الإسلام }}، وأسلم معه أكثر الفرس في اليمن . إذن صدقت نبوءة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ، وقد كان حسان بن ثابت – رضي الله عنه – يقول :
– نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مشهد
– فإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في صحوة اليوم أوْ غد
ونحن نركز في السيرة على هذه المعاني لأننا في زمان أحوج ما نكون فيه إلى تصديقنا لنبوءات رسولنا الكريم ، فصدّقوني إنّ النصر على اليهود آت،
فلا تُرهبكم أسلحتهم ولا سيطرتهم اليوم على العالم، فرسولنا يُبشّرنا : ” … حتى يقول الشجر
والحجر يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي تعال فأق@تله … ”
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹