حكم استاذان الزوج زوجته في الخروج من المنزل

تؤكد الدكتورة مريم الدغستاني، رئيسة قسم الفقه في كلية الدراسات الإسلامية للبنات في القاهرة- جامعة الأزهر، أن استئذان الزوج لشريكة حياته في الخروج من البيت هو نوع من التكريم لنفسه ولها، لأنها قد ترشده إلى أمر خفي عليه فتكون مشورتها مفيدة له، لأن لا بأس شرعاً في الأخذ برأي المرأة إذا كان سديداً موافقاً للحق، بدليل أخذ النبي (صلّى الله عليه وسلّم) رأي أم سلمة رضي الله عنها في الحديبية، وقد صار هذا دليلاً لجواز استشارة المرأة الفاضلة، وذلك لفضل أم سلمة ورجاحة عقلها، وقد أخذ نبي الله شعيب برأي ابنته، وسجل ذلك القرآن الكريم: «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ» (الآية 26) سورة «القصص».
واستنكرت الدكتورة مريم ما يردده البعض من لال مقولة «شاوروهن وخالفوهن» على أنها حديث نبوي وهي ليست كذلك، بل إنه كذب وافتراء على النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، ومن يرددها أو يطبقها فهو آثم شرعاً ويكون من أهل النار، لقول النبي (صلّى الله عليه وسلّم): «من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».
وحذرت الدكتورة مريم الدغستاني، الزوجات من أن يتخذن من استئذان أزواجهن لهن وسيلة للتسلط والتعنت وإشعال المشكلات الزوجية، لأن في استئذانه نوعاً من الإحسان منه إليها، ولهذا يجب أن يقابل بالإحسان وليس بالنكران والمشكلات، لقول الله تعالى: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ» (آية 60) سورة «الرحمن».
مجاملة
أما الدكتور محمد عبدالمنعم البري، الأستاذ في كلية الدعوة في جامعة الأزهر، فخالف فتوى الدكتور الهلالي، مؤكداً أن فيها مجاملة للنساء على حساب أحكام الشرع الذي أعطى الزوج «حق القوامة»، التي توجب على زوجته حق استئذانه عند الخروج، وليس هناك نص شرعي يوجب على الزوج استئذان زوجته، أو يعطيها الحق في عدم الإذن له الخروج إذا أرادت ذلك، في حين أعطاه الشرع حق منعها من الخروج وإذا خرجت بدون إذنه أو رغماً عنه تكون آثمة شرعاً لعدم طاعته، ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت».
وأشار الدكتور البري إلى أن القوامة تعطي الزوج حق قيادة الأسرة والمسؤولية عنها ورعاية أفرادها والإنفاق عليهم، فقال الله تعالى: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ على النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ….». (آية 34) سورة «النساء». وبالتالي فإن الشرع اشترط على الزوجة استئذان زوجها للخروج من البيت، في حين لم يشترط ذلك على الزوج، ومع هذا فلا مانع شرعاً من الاستئذان كنوع من التعاون، الذي أمر الله به البشر جميعاً، وفي مقدمهم بلا شك الزوجان، فقال الله تعالى: «وَتَعَاوَنُوا على الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا على الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (آية 2) سورة «المائدة».
وأنهى الدكتور البري كلامه، محذراً من خلط الأوراق أو المجاملة في أحكام الشرع للمنظمات النسائية، لأن أحكام الشرع ليست مجالاً لمجاملة النساء أو الرجال، ويجب الابتعاد عن الأهواء الشخصية، لأن الطريق الصحيح للحياة الزوجية المستقرة هو أن يعرف كل من الزوجين ما له وما عليه، وأن يعرف أنه محاسب على ذلك أمام الله القائل: «وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ» (آية 281) سورة «البقرة».
تمت المعلومة ودمتم في امان الله 😍❤🌹
( مجلة الحياة ) هدفها توعية المجمتع وتقديم كل ما هو قيم ومفيد نتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة انتظرونا للمزيد من القصص والروايات ومعلومات عامة نتمى لكم التوفيق 😍❤🌹
اذا انتهيت من القراءة صلي على النبي 😍❤