حكم استاذان الزوج زوجته في الخروج من المنزل

أفتى الدكتور الهلالي بفتوى جريئة وصادمة لكثير من الأزواج، قائلاً: «الإسلام دين العدل والإنصاف، ويرفض أن يجامل الزوج على حساب زوجته أو العكس، ولهذا فإن الحقوق والواجبات بينهما متبادلة ولا تمييز أو تفضيل لأحدهما على الآخر، سواء في الدنيا أو الآخرة، فقال الله تعالى: «فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ…» (آية 195) سورة «آل عمران».
وأشار الدكتور الهلالي إلى أن قضية عدم جواز خروج الزوجة من المنزل إلا بإذن زوجها يجب أن يتم تطبيقها على الزوج بالمثل، ومن باب حسن العِشرة والاحترام والعدل والتعاون، ولهذا لا بد من أن ننظر بعدل في قضية الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين، ومنها حق الزوجة في أن يستأذنها زوجها عند خروجه، مثلما له حق استئذانها له عند خروجها، فإذا تم تطبيق ذلك بحب وبدون تعسف تتحقق الأهداف السامية من الزواج، الذي جعله الله آية من آياته حين قال: «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (آية 21) سورة «الروم».
وأوضح الدكتور الهلالي، أن خروج المرأة بإذن زوجها من المنزل يُعد من مكارم الأخلاق، ومحاسن العلاقات بين الزوجين، والحكم نفسه لو خرج الزوج من البيت باستئذان، فذلك من مكارم الأخلاق ومحاسن العلاقات بين الزوجين، في إطار التوجيه الشرعي الذي قال الله فيه: «… وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (آية 228) سورة «البقرة». وقد اتفق الفقهاء على أن «القوامة» تكليف ومسؤولية لا تشريف وتفضيل أو تمييز، وبالتالي فإن العلاقة بينهما في ما يتصل بالاستئذان للخروج من المنزل تقوم على المساواة والعدل، بعيداً من التقاليد الظالمة للمرأة باسم الدين.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹