حكم استاذان الزوج زوجته في الخروج من المنزل

وفجّر الدكتور الهلالي مفاجأة، إذ أكد أن ما يدعيه البعض من أن أي امرأة خرجت بغير إذن زوجها كانت في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها، ليس حديثاً نبوياً، وبالتالي ليس موجوداً في أي من كتب السُنّة النبوية، وإنما موجود في أحد كتب التاريخ للخطيب البغدادي، وللأسف فإن أصحاب الخطاب الديني الظالم، كثيراً ما ينتقون من الكتب ما يؤجج الفتن الأسرية، حين فرضوا شرط الاستئذان للخروج من البيت على الزوجة دون الزوج، رغم أنه حق متبادل بين الاثنين يشتركان فيه، وإذا قال البعض إنه يحرّم على المرأة أن تخرج بدون إذن زوجها، فإنه يحرّم على الرجل أيضاً أن يخرج من بيت الزوجية بدون أن يستأذن زوجته.
وأنهى الدكتور الهلالي فتواه، مؤكداً أن الإسلام ليس ديناً ذكورياً كما يريد الظالمون للمرأة باسم الدين، وإنما هو دين تكريم وإنصاف للمرأة، وبالتالي فإنه كما يشترط استئذان الزوجة لزوجها في الخروج، يشترط بالمثل استئذان الزوج لزوجته في الخروج من بيت الزوجية، ومن يخالف ذلك منهما فهو مخالف لتعاليم الإسلام التي تحث على مكارم الأخلاق والاحترام المتبادل بين الزوجين.
مفاهيم مغلوطة
أيدت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب المصري والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية للبنات في الإسكندرية، فتوى الدكتور الهلالي قائلة: «كرّم الإسلام المرأة وجعلها شقيقة الرجل تماماً، فقال (صلّى الله عليه وسلّم): «إنما النساء شقائق الرجال»، وجعل خير الأزواج من فيه خير لأهل بيته وزوجته، فقال (صلّى الله عليه وسلّم): «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
وأشارت الدكتورة آمنة إلى أن هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة في العلاقة بين الزوجين يجب أن تصحح، ومنها قضية الاستئذان للخروج من البيت، والذي يجب أن يكون متبادلاً بدون تعنت أو تعسف لأحدهما ضد الآخر، ومن يتأمل أحكام الشرع سيجد المساواة حتى في النظرة إلى «النشوز» من أحد الزوجين، فقال الله تعالى: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ على النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا. وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (الآيتان 34-35) سورة «النساء». هذا عن نشوز الزوجة، أما نشوز الزوج فقال الله تعالى عنه: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» (آية 128) سورة «النساء».
واختتمت الدكتورة آمنة نصير كلامها بدعوة الأزواج إلى أن يطبقوا الإسلام بالأفعال وليس بالأقوال فقط، في علاقاتهم بزوجاتهم في إطار الأمر النبوي الذي قال فيه (صلّى الله عليه وسلّم): «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنّهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله».
تغيير الأعراف :
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹