close
قصص وعبر

السّاحرة و كنز سليمان

أحسّت عائشة بغصّة في حلقها ،وفجأة أصبحت الصّورة واضحة أمامها ،من البداية كانت هذه المرأة تدبّر أمراا ،كل شيئ واضح،لكن الطمع أعماها ،لقد لاحظت إهتمامها بالجبل ،و كثرة أسئلتها حول البيوت المنحوتة فيه ،هي أيضا تعرف أسطورة الكنز المدفون في الجبل ،عبر القرون حاول السّحرة البحث عنه ما يهمهم ليس الذّهب بل الخاتم الذي يجعل لمن يلبسه السلطة علي الجنّ والطير و الوحوش،لكنهم لم يجدو شيئا، و رويدا رويدا جاء النّاس و سكنوه و نسي هذا الموضوع من مدّة طويلة ،صمتت عائشة قليلا، و قالت لبديعة أنا أعرف من أنت و لمذا جئت لهذا المكان و تحايلت عليّ و أبي ، و بسببك مرضت أمّي . كلّ هذا لأجل الكنز ..

-السّاحرة بديعة تفكر في التّخلص من عائشة…

دهشت بديعة لكلام عائشة ،فلم تتوقّع من طفلة صغيرة هذا الذّكاء الحادّ ودقّة الملاحظة ،لقد حرصت ان لا تثير الإنتباه ،لكن هذه الشقيّة كشفتها ،أجابتها هذا هراء حكته لك جدّتك لا وجود لكنوز ولا ساحرات ،و أبوك لم يحسن تأديبك لتعرفي كيفيّة الإحترام ..

قالت لها عائشك : سأحكي قصّتك أمام كل القرية و سأفضح نواياك الخبيثة ،أدركت بديعة أنّها أمام مشكل حقيقي ،أهل القرية لا يزالون ينظرون إليها بريبة ،و هم متعاطفون كثيرا مع هذه البنت ،و لو تكلمت ستجلب عليها الوبال،عليها أن تستعمل الحيلة لتتخلص منها كما فعلت مع الأمّ  …

قالت لعائشة برقّة : لا يجب أن نختلف ،فنحن صديقتان ،أليس كذلك  ؟..هذا فستانك ،كنت سأعطيه إليك ،لكن أنت إخترت وقتا غير مناسب ،أنا أحسّ بالتوتر الشّديد ،طول عمري عشت وحيدة ،وفجأة أجد نفسي مع زوج و بنت ،يجب بعض الوقت لأتعوّد ،ثم هناك أهل القرية الذين لا يحبوني ، على كل حل لقد كنت قاسية معك ،أعرف أن لا شيئ يبرّر ذلك ،لكن سأعتذر منك و هذا كيس مليئ بمواد الزينة، خذي منه ما تشائين ،قامت بإفراغه على الطاولة ،كان هناك كثير من الأشياء اللامعة: أمشاط من الفضة، و حلي، و مرايا .
أقبلت البنت تنظر بلهفة إلى هذه الأشياء ،و قلّبتها ،واختارت قلادة جميلة من اللؤلؤ ،قالت هل صحيح أنها لي ؟ أجابت بديعة ،على شرط أن تنفذين ما أقوله لك ،هل تقبلين ؟

نظرت عائشة إلى القلادة ،تردّدت قليلا ،وقالت هذا يتوقّف عن المطلوب منّي ، قالت بديعة: فقط أن تقولي لأبيك أريد أن ابقى بعض الوقت مع أمي و خالاتي ،أجابت عائشة هذا كل شيئ ..سأفعل..
إبتسمت بديعة ، قالت لا تقولي شيئا حول ما دار بيننا لأبيك، و إلا لن أعطيك شيئا في المستقبل ،هزت الكيس أمامها ،وتمتمت: لا يزال هناك الكثير كما ترين ،ردت عائشة أوه طبعا ،هذا سرّنا أنا و أنت …
قالت بديعة في نفسها  : وقعت في الفخ أيتها اللئيمة ،قريبا لن يسمع أحد خبرا عنك …

يتبع

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!