دبابيس الشعر السحرية في سالف العصر والأوان عاش سلطان كانت له ابنة غاية في الجمال إلى حد أنه لم يكن لجمالها نظير في العالم أجمع.

وعندما استنشقت عبيرها المبهج تغيرت فجأةً إلى طائر أخذ يطير هنا وهناك في الغرفة. دهشت المرأة، ولما استعادت رباطة جأشها، أخذت المخلوق الجميل وربتت عليه فلمحت على رأسه علامة أشبه بماسة لامعة. فحصتها فوجدتها دبوساً. أخرجته، ويا للدهشة! لقد تحوّل الطائر إلى فتاة راحت تحكي للمرأة المذهولة حكاية ما تعرضت له من مغامرات.
ذهبت المرأة في الحال إلى السرايا وانسلت إلى جناح الأمير الخاص وقصت عليه كل شيء. كانت سعادته بلا حدود حتى إنه لم يفه بكلمة واحدة من فرط البهجة، طلب من المرأة أن ترجع إلى البيت وتعتني بالفتاة حتى يجيء إليها هو بنفسه في المساء.
لم تكد أشعة شمس الغسق تغيب حتى كان ولي العهد في منزل زوجة البستاني. وما إن أبصر الفتاة حتى وقع مغشياً عليه، وعندما استعاد وعيه طلب منها أن تحكي له حكايتها لأنه أراد أن يسمعها من فمها هي. ولما غادر منزل البستاني أخذ معه الفتاة، غير أنه وهو في طريقه إلى القصر قفز إلى أمامه قرد. راح الأمير يطارده وغاب طويلاً، فشعرت الفتاة بالتعب
و غرقت في النوم.
علمت الآن أمها أن الفتاة اختفت من الصندوق، ولكي تتأكد أنها لن تسبب لها بالمزيد من الإزعاج، غادرت السلطانة السرايا تبحث عن الفتاة عازمة على قتلها. وبعد تجوال وبحث طويلين مرت المرأة بالبقعة التي نامت فيها الفتاة وبابتهاج مكتوم، قالت: «أوه! ها قد وقعت
في يدي مرة ثانية!».
ولما لم يفلح الأمير في القبض على القرد، عاد مسرعاً إلى الفتاة، خائفاً أن يصيبها أي أذى آخر . وصل إلى البقعة فوجد الفتاة نائمة وبجوارها امرأة. وحين سألها عن نيتها، قالت المرأة إنها كانت تعتني بالفتاة فحسب وإلا لوقعت مريضة. وفجأة خطرت للأمير فكرة، فسأل
المرأة عمن هي وما هي أجابت إنها مخلوق فقير منبوذ ، لا يملك شيئاً، ولا صديق له ولا قريب في العالم أجمع. عندئذ قال الأمير: تعالي معي، وسوف أكافئك لعطفك».
على أي حال، استيقظت الفتاة في تلك اللحظة، وتعرَّفت على أمها، وأخبرت الأمير سراً
بذلك.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇