دبابيس الشعر السحرية في سالف العصر والأوان عاش سلطان كانت له ابنة غاية في الجمال إلى حد أنه لم يكن لجمالها نظير في العالم أجمع.

ومنذ ذلك الحين وقع الأمير مريضاً وصارت حالته تتدهور يوماً بعد يوم. أما الآن وقد انتهت الحرب، فإن السلطان بدأ الاستعدادات للاحتفال بزواج ابنه، وقد أقيم الزواج في الوقت المحدد.
كان الطائر يجيء كل يوم إلى حديقة القصر ويحط على شجرة ويسأل البستاني: «كيف هو
ولي عهدي؟».
ويجيب البستاني: «إنه ينام».
متعه الله بالنوم وبالصحة التامة، وجعل الشجرة التي أجلس عليها تذوي!».
تكرر هذا الحوار يوماً بعد يوماً، وكانت الأشجار تذوي الواحدة بعد الأخرى. لفت البستاني اهتمام ولي العهد إلى الأمر ، خاشياً أن حال الأشجار إن استمر على هذا النحو فسيأتي يوم لا تبقى فيه شجرة واحدة حيّة في الحديقة كلها. تضاعف فضول الأمير بهذا الخصوص فنصب شَرَكاً لاصطياد الطائر. وقبض عليه ووضعه في قفص ذهبي وجعل يمتع نفسه بمنظر ريشه الرائع.
أوّل ما وقعت عينا زوجة الأمير على الطائر، تعرفت عليه على الفور كونه فتاة الصندوق
المقفل وعزمت أمرها على قتله بأسرع وقت ممكن. وجاءت فرصتها في يوم خرج فيه
الأمير في رحلة. ما كاد ولي العهد يتوارى حتى أمسكت الطائر وعصرت رقبته ورمته إلى الحديقة، ولما عاد الأمير إلى البيت أخبرت زوجها أن القط التهمه. أسف الأمير لما حدث غير أنه لم يدر ماذا يمكن فعله. على أي حال، حين قُذف الطائر إلى الحديقة نبتت في المكان أجمة ورد حيث سقطت قطرات دمه. وفي أحد الأيام خرجت زوجة البستاني لتجيء ببعض الزهور، ومن بين تلك الزهور المقطوفة كانت إحدى الورود وُضعت كلها في مزهرية، لكنها سرعان ما ذوت كلها ما عدا تلك الوردة فقد ظلت طرية كأنها نمت في المزهرية ذاتها. صاحت المرأة متعجبة: «ما أجمل هذه الوردة؟ إنها لا تذوي!».
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇