رواية قرن فضة وقرن ذهب

ثم إقتربت أسماك أبو سيف منه حتى كادت تلامس الفقاعة فلم ترف له عين ولما رأت صبره إنصرفت فتنفس الصعداء فلقد شاهد أعينها المستديرة وهي تحدق فيه وكانت مفزعة
واصل النزول فبدأت الظلمة تنتشر في الأعماق ثم أتت قناديل البحر فأضاءت ما حوله وبعد قليل وصل إلى القاع فوجده مليئا بالنباتات البحرية التي تتموج مع الماء وهناك كانت تسرح السرطانات الكبيرة والأخطبوطات ورأى السفن الغارقة من أقدم الأزمان
فتش عن الشجرة فسمع من بعيد صوتا رخيما يغني وأصوات أخرى تردد الأغنية ثم يأتي صوت آخر والغناء لا ينتهي شعر بالإسترخاء فلقد كان ذلك جميلا جدا
وكاد أن ينسى ما جاء من أجله نظر تحت الشجرة ووجد أصدافا كبيرة فيها لآلئ بحجم البيضة لم ير الرائون مثلها في بياضها ولمعانها مد يده ليأخذ أحدها لكنّه تذكر وصية شيخ البحر فتركها بحسرة ثم قطع الفرع بسرعة وبدأ بالطلوع
في هذه الأثناء شاهد في الأسفل خيل البحر تلاحقه وقد أشرع الفرسان حرابهم وسيوفم لكي يقومون بالقبض عليه
قال: لو تأخرت لحظة واحدة للحقوا بي وأحسب أن تلك اللآلئ كانت فخا
بعد قليل وصل إلى السطح فوجد شيخ البحر ثملا فقال له لقد أثبتت بأسك فلا أحد ينزل ويصعد سالما ولو لمست أحد تلك اللآلئ لإنغلقت الصدفة عليك وإبتلعتك في لقمة واحدة !!
لقد أخذت ما تريد والآن إذهب ولا ترجع إلى هنا وإلا أغرقتك بيدي هل تفهم ما أقول هيا أغرب عن وجهي
… بعد نجاح مغامرته وصل بدر إلى البستان فإبتهجت أخته وعانقته ثم زرع الفرع وسقاه بالماء وبعد شهر أصبح شجرة عظيمة وارفة الظلال لكل ورقة منها أغنية
وهناك أغاني بعدد أوراقها وكلها جميلة إذا لمست واحدة منها غنت لك وكل يوم كان بدر وأخته يتسامران تحتها وينظران إلى البستان الذي إمتلأ بالفراشات والرياحين والعطر الشذي
بعد مدة جاءت الأختان ولما شاهدتا كل هذا النعيم إشتد حقدهما وقالت أحداهما للأخرى : لقد أردنا ان ننتقم منهما فزادت سعادتهما لا بد أن نتخلص من هذين اللئيمين لكي يصبح كل شيئ في هذا البستان من نصيبنا هذه المرّة لا يجب أن نخطأ
قالت احد الأختين لبدور: كل ما في هذا البستان رائع وجميل ولكن ينقصه شيئ أخير إذا حصلت عليه اكتملت أحلامك أنت وأخاك فهذا الشيء ليس للزينة بل للتسلية وبه يحلى السهر
في المساء لما يكون الطقس دافئا والنسيم عليلا
أحست بدور بالسرور وسألت ما هو هذا الشيء العجيب ؟ نظرت إحدى الأختين إلى الأخرى وقالت : إنّه طائر ملون بارع في رواية القصص والأسمار من أقدم الأزمان
وهو يحكيها لفراخه كل يوم فتسمعها وتحفظها وعلى أخوك أن يتحايل على الطائر ويأخذ من عشه فرخا ولما يكبر قليلا سيبدأ في رواية ما سمعه
سألت بدور هل تعلمين أين يوجد ذلك الطائر ؟
أجابتها المرأة : يقال أنه يعيش وسط السحاب هذه المرة لن ينزل أخوك تحت الماء بل سيطير في السماء
ردت بدور :لا تقلقي : سيجد طريقة لإحضار فرخ الطائر
لما رجع بدر أخبرته بحكاية الطائر الذي يتكلم
فقال لها :لدينا كل شيئ ،ولا أرى حاجة إليه فوضعت يدها على وجهها وبكت على فراق أبويها فأشفق بدر عليها وقال :سآتيك به لعله يؤنس وحدتك
فإستعد للرحيل وحمل بعض الأشياء معه فهو يعرف أن شيخ البحر يحب الهدية وقبل أن يرحل أخذت بدور منديلا وطرزته ثم سكبت عليه عطرها وقالت له :ضعه في جيبك لأكون دائما معك فليس لي غيرك وأنصحك أن لا تغامر من أجلي
فالأمر هذه المرة أصعب من قبل وهذا الطائر كان في حوزة ملوك الج ولن يتركك تأخذ فراخه بسهولة
أجابها :إطمئني إذا شاء القدر أن يقودني إليه فسأتدبّر أمري
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇