رواية قرن فضة وقرن ذهب

زاد إستغراب الملكة من هذه الحكاية وطلبت من السجان أن يأتيها بطعام ولما جاء به قالت لبدر: لا شك أنك جائع هيا كل واشرب وأكمل حديثك
قال لها :من آداب المائدة أن لا أتكلم لما آكل
سألته ومن علمك ذلك؟
أجاب : جدتي لكني لم أعد أذكرها الآن فلقد ضعنا أنا وأختى في الغابة وربانا رجل صياد إسمه صالح وإمرأته فطيمة ولقد ماتا وتركا لنا البستان الذي نعيش فيه .
زادت لهفتها ودقات قلبها وقالت له :سأسئلك عن شيئ هل كانت معك قلادة لما كنت صغيرا ؟
قال: نعم: قرن من الفضة وقد أعطيته لشيخ البحر ذهبت وأحظرت علبة ولما فتحتها
صاح بدر: إنها مثلها تماما أين وجدتها ؟
قالت: هي قلادة أختك عثرنا عليها قرب الوادي وأنا جدتك التي علمتك آداب المائدة ومازلت تذكر ما علمته
حضنته أسماء الدموع تنهمر من عينيها وبكى الملك
وقال: لقد عشنا في حزن شديد لفقدكما سأخبر الآن أبواكما الأمير فخر الدين و سكينة برجوعك لا شك أنهما سيطيران من شدة الفرح
وعليكم بالذهاب لإحضار أختك فإني أخشى أن تحاول المرأتان إلحاق الأذى بها بعد أن أصبحت بمفردها هيا أسرعوا لا وقت لديكم وأتمنى ان تعود سالمة فلقد إشتقت لها كثيرا
لكن في هذه الأثناء كانت الأختان تطرقان باب البستان فتحت لهما بدور ورحبت بهما وسألتهما :لماذا لم يعد أخي إلى حد الآن؟
أجابتها أحدهما :إنه في ضيافة الملك ولقد أوصانا أن نستدعيك إلى القصر هيا معنا
قالت : لحظة ألبس ثوبا جديدا وآتي معكما
…..بينما كانت الأختان تطرقان باب البستان حتى فتحت لهما بدور ورحبت بهما وسألتهما لماذا لم يعد أخي إلى حد الآن
أجابتها أحدهما :إنه في ضيافة الملك ولقد أوصانا أن نستدعيك إلى القصر هيا معنا
قالت : لحظة ارتدي ثوبا جديدا وآتي معكما
رأتها ربيعة وسألتها : إلى أين تذهبين في هذا الوقت فقريبا ينزل الظلام
أجابت: أنا مدعوة عند الملك
قالت لها: لا أنصحك بذلك عليك أن تبقين هنا فبدر لا يطمئن إلى هاذو الأختين لا شك أنهما تضمران شرا
أجابتها :إنهما طيبتين وتعرفان الحاج صالح
قالت لها حسنا لكن سأتبعك أنا وأبي لا يمكن أن نتركك وحدك
قالت بدور: لا مانع عندي فوجودكما يجعلني أحس بالإطمئنان
خرجت البنت وورائها ربيعة وملك الجن لكن الأختان إتجهتا وسط الغابة أحست بدور بالقلق وسألتهما لا أعرف أين نذهب فالوادي من الناحية الأخرى والرحلة بالزورق لا تستغرق أكثر من ساعة إذا جذفنا بجد وسنصل قبل حلول الظلام
قالت إحداهما: لا تقلقي سنجمع بعض الفطر فهو ينمو بكثرة هنا لم تقنع بدور فهذا ليس موسم الفطر وقالت: سأرجع من حيث أتيت لكن أخرجت الأخرى خنجرها وقالت: بل ستبقين هنا وتكونين طعاما للسباع
بدأت بدور بالصراخ قالت لها: أصرخي كما تشائين فلن يسمعك أحد ثم رفعت يدها لتطعنها وفجأة سمعتا صوتا يقول : لقد سمعناها نحن ولما إلتفتت الأختان ورائهما
رأتا مخلوقين أزرقين يتطاير الشرر من أعينهما وأحستا بالذعر الشديد و صاحت الكبرى: هيا بنا نهرب وسنعود لقتلها مرة أخرى فلن تنجو منا تلك اللئيمة
توغلتا في الغابة لكن لم تكونان تعلمان بوجود مستنقع في ذلك الطريق ولما وضعتا أقدامهما فيه بدأتا تغوصان ببطئ وشرعتا في الصراخ Lehcen Tetouani
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇