close
قصص وعبر

رواية قرن فضة وقرن ذهب

عندما أفاق وجد نفسه غارقا في الضباب ولا يرى شيئا أمامه بعد قليل بدأت الرؤية تتضح وشاهد شيئا يقترب منه يشبه السمكة عندما وصل إليه تعجب منه فقد كان شيخا له ذيل سمكة ويحمل سلة

قال له : أنا ملك هذا البحر ولا يأتي هنا من الإنس إلا غريق أو تائه خذ هذا الطعام وسأخرجك من هنا

لكن بدر قال له: لقد أتيت هنا متعمدا

إستغرب شيخ البحر وسأله :ما حاجتك؟

حكى له بدر عن قصته ومحبّته الشديدة لأخته الصغيرة كان الشيخ يستمع وينظر إلى القرن الفضي

لاحظ بدر ذلك فنزع القلادة من رقبته وقال : هذه هدية مني إليك

تأملها الشيخ في إعجاب فإذا عليها كتابة فسأل عنها

أجاب بدر إنها آيات من القرآن ثم قرأ ما فيها

فبكى الشيخ وقال: ما أحلى هذا الكلام أنا أيضا سأعطيك هدية من اللآلئ والجواهر التي لا تقدر بثمن

رد الفتى : ما جئت إلى هنا إلا للحصول على نافورة الماء الفضي

قال الشيخ: إذن إذهب إلى الجزيرة لكن لا تغرنك المظاهر فقرب النافورة ثعبان ضخم إذا رأيته نائما فإبق مكانك حتى يفيق عندئذ خذ شيئا من مائها وارجع بسرعة

وإياك أن تلتفت ورائك فستسمع أصوات جواري فتايات ينادين عليك وإذا رحلت فلا تعد إلى هنا أبدا هل فهمت ذلك

…… وصل بدر الى جزيرة العجائب فكان قرب النافورة ثعبان ضخم وكان نائم فتذكر وصية الشيخ فبقي في مكانه حتى استيقظ الثعبان ثم ذهب إلى النافورة وملأ منها قلة عند المغادرة سمع أصوات جواري ينادي عليه فلم يلتفت وراءه

فغادر إلى زورقه وعاد بي القلة إلى أخته التي فرحت بها بشكل لا يوصف وبني نافورة صغيرة من المرمر ووضع فيها الماء وبعد أيام إمتلأ البستان بالزهور الجميلة وفاح شذاها في كل مكان

بعد مدة جاءت الأختان إلى بستان الشيخ صالح وهما تعتقدان أن بدر قد ضاع وهلك في بحر الظلمات لكن سرعان ما زادت دهشتهما عندما فتحت لهما بدور الباب وأرتهما نافورة الماء الفضي

حاولتا إظهار السرور وقالتا لها : حقا هذا جيد لقد أصبح المكان رائعا لكنه سيصبح أكثر روعة لو أضفت إليه شيئا آخر ثم تصنّعتا الأسى وقالتا: للأسف فالحصول عليه أصعب حالا من النافورة

إشتدّت لهفة بدور وسألتهما : ما هذا الشيء أخبراني عنه فإن أخي سيأتيني به

قالت أحدهما :هو الشجرة التي تغني كل ورقة منها أغنية لكن أعلمك أنها لا توجد على الأرض بل في مملكة البحر

بانت البهجة على وجه الصبية وردت : بإذن الله لما تجيئان المرة القادمة ستجدان تلك الشجرة وستسمعان غنائها

إنصرفت الأختان وأيقنتا بغرق الفتى فلا أحد يمكنه الغوص في البحر دون هواء

لما رجع بدر أعلمته أخته بأمر الشجرة

فقال لها : سآتيك بها حتى ولو كانت في آخر الأرض ركب جواده وسار حتى وصل قرية الصيادين وبحث عن الصياد العجوز فلمّا رآه فرح به وسأله بدر عن المركب

فأجابه إنه حيث تركته و لم يلمسه أحد عندما حان وقت الرحيل أهداه الصياد جرة عنب مؤونة للرحلة

فقال له : لماذا تتعب نفسك لي ما يكفي

لكن الرجل أصر على ذلك فلم يجد بدا من قبولها

أبحر الفتى إلى الجزيرة العجيبة وعندما إنقشع الضباب جاءه شيخ البحر و عاتبه قائلا : ألم أطلب منك عدم المجيئ إلى هنا هذا المكان لا يخصّكم يا بني آدم ألم يكفكم كل ما بحوزتكم من أرض هيّا إرحل من هنا

إستعطفه بدر،وقال: إنما أفعل هذا لأجل أختي لكي لا تحس بمرارة اليتم لو كنت مكاني ألا تفعل ذلك من أجلها ؟

صمت شيخ البحر ثم إقترب من المركب وسأله ماذا يوجد في تلك الجرة ؟

أجابه :فيها عنب لكن لا شك أنه أصبح خمرا الآن

قال له: أرني ذلك فأعطاه الجرة فشرب منها وراق له ذلك فزال غضبه وتهللت أساريره ثم التفت له وقال :أنت فتى شهم و ذو مروءة لذلك سألبب طلبك Lehcen Tetouani

نفخ في الماء فتكونت فقاعة كبيرة وقال: له أدخل فيها وإنزل بسرعة وإحذر من أسماك أبو سيف ولا تتحرك مهما إشتد خوفك وإلا ثقبت الفقاعة ومزقتك إربا وأوصيك أن لا تهتم بما يوجد تحت الشجرة إقطع منها فرعا ثم إصعد قبل أن يأتيك رجال يركبون خيول البحر لإسترجاع ما سرقته

هل أنت متأكد أنك تستطيع فعل ذلك فأنا لا أحب أن تهلك بسببي

قال بدر : سأنزل للبحث عن الشجرة ولا شيئ يخيفني ثم دخل الفقاعة ونزلت به إلى قاع البحر كان يرى الأسماك الملونة والحيتان وهي تسبح حوله
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!