قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
ومر قوم في أسفل مكة فرأوا طائراً عائفاً، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء. وانطلقوا ووصلوا إلى أم إسماعيل، وقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم ولكن لا حقَّ لكم في الماء عندنا. قالوا: نعم.
ونزل القوم وكانوا أفصح العرب، وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم، واستقروا، وشبَّ إسماعيل بينهم وتعلّم العربية.
إسماعيل الذبيح
بلغ إسماعيل السعي، وشب مع والده وأصبح خير وزير ومعين لأبيه في الوقت الذي أصبح فيه إبراهيم طاعناً في السن، وازدادت حاجته لابنه، وكان الابن الوحيد لنبي الله ابراهيم حتى هذا الوقت، ورأي ابراهيم في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد، أي يقدمه قرباناً لله، ورؤيا الأنبياء حق، وكان ابتلاءً جديداً من الله لخليله إبراهيم، فنادي على ابنه وقال: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى؟
الأمر يبدو غريباً، لكنه لم يكن مستغرباً عند الأنبياء، الذين أسلموا أنفسهم وأرواحهم لله، وقدموا طاعة الله على هوى أنفسهم، قال إسماعيل: يا أبتي افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
كان إسماعيل، نعم العبد الحليم، استسلم لأمر الله كما والده، فلما أسلما، وعزما على تنفيذ أمر الله، أحضر إبراهيم سكيناً، ووجه جبين إسماعيل إلى الأرض ليذبحه من قفاه لئلا يشاهده في حال ذبحه، وسمى إبراهيم وكبر، وتشهد إسماعيل للموت، ونزل إبراهيم بالسكين فلم تقطع، وإذا به بنداء الله: ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا، واستسلمت لأمر الله، وفدينا ابنك بذبح عظيم، وجئ لإبراهيم بكبش أبيض أعين أقرن، فذبحه إبراهيم.
إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة
قال إبراهيم لولده إسماعيل: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك به ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً للطائفين والقائمين والركع السجود، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها.
ورفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، ويقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
ولما ارتفع البناء، جاء بالحجر الأسود ووضعه، فكان البيت هو أول مسجد وضع لعموم الناس في الأرض، وكان مباركاً وهدى للعالمين، وجعل الله فيه آيات واضحة، ففيه مقام إبراهيم وهي الحجارة التي كان يقف عليها إبراهيم أثناء رفع البناء، وتركت آثار قدمه حافياً ليرى الناس من بعده هذا الأثر، وكتب الله الأمان لكل من دخل هذا البيت، وكتب على الناس في كل جيل أن يحجوا إلى هذا البيت ما استطاعوا.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇