close
قصص الانبياء

قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام

ولما بزغ القمر وأصبح منيراً صاح ابراهيم: هذا ربي، لقد اخترت هذا القمر ليكون ربي، إنه أكبر من الكوكب السابق، وضوءه منير. فلما أفل قال إبراهيم: أين ذهب ربي؟ لماذا اختفي؟ إنه لا يصلح أن يكون رباً، أين أنت ياربي، اهدني إليك، ودلني عليك، لو تركتني هكذا لأكونن من القوم الضالين.

ولما بزغت الشمس وسطع ضوؤها، قال ابراهيم: هذا ربي، هو أكبر من الكواكب وأكبر من القمر، وينبغي لربي أن يكون أكبر من كل شيء، وضوءه أقوى، وينبغي لربي أن يكون الأقوى والأقدر من كل شيء.

فلما غربت الشمس، توجه ابراهيم لقومه قائلاً: الشمس ليست ربي، لأنها اختفت، وما ينبغي للشمس ولا للقمر ولا للكواكب أن تكون آلهة، إن ربي هو الذي خلق هذه الكواكب والنجوم، وهو الذي يجعلها تتتابع في الليل والنهار، إن ربي هو الله الذي خلق السماوات والأرض، إنه لمن الضلال أن يترك العبد عبادة الله الخالق ويعبد الكواكب والنجوم المخلوقة، يا قومي إني وجهت وجهي للخالق العظيم، الله جل في علاه.

تعجب القوم من قول ابراهيم، وقالوا: ما هذا الذي تقوله يا إبراهيم، احذر أن تصيبك النجوم بالضرر، فإنها آلهتنا، ألا تخاف منها؟

قال إبراهيم: يا قوم، الليل والنهار والشمس والقمر هي آيات من عند الله، فلا تسجدوا للشمس ولا للقمر، واسجدوا لله الذي خلقهن، وهذه الكواكب والنجوم لا تملك عليكم سلطاناً، فهى لا تسمع أو تبصر، وأنا لا أخاف مما تشركون به، وإنني برئ من عبادتها.

قالوا: يا ابراهيم، أنت تعرض نفسك للخطر والضرر، وستصيبك الآلهة باللعنة، فلن تشعر بالأمان في عيشك

قال إبراهيم: أتحاجونني في الله وقد هداني الطريق الصحيح؟ ألم تعلموا أن الله وسع كل شيء علماً، وهو يرانا ويسمعنا، فأي منا أحق بالأمن وأي منا أحق بالخوف والعذاب، إن الذين آمنوا بالله وحده ولم يلبسوا إيمانهم بالشرك وعبادة غير الله فهؤلاء هم الأحق بالأمن والرحمة والفوز برضوان الله ونعيمه.

ولم يستطع القوم الرد على حجة ابراهيم عليه السلام الذي رزقه الله حسن الحجة والمنطق، لكن الله يرفع درجات من يشاء من عبادة إنه حكيم عليم.

إبراهيم في زيارة إلى مصر

ذهب ابراهيم عليه السلام في زيارة إلى مصر، ومعه زوجته سارة، وكانت ذات جمال لافت، فوصل الأمر إلى ملك مصر أن امرأة حسناء دخلت مصر ومعها رجل، فقال الملك: أحضروها لي، واسألوا عن الرجل، فإن كان زوجها فاقتلوه، فلما سألوا إبراهيم قال: إنها أختي.

وأراد الملك أن يتخذ “سارة” لنفسه، وقد دعت الله أن يحميها ويحفظها، فكان كلما اقترب منها، توقفت أطرافه، فلما تكرر الأمر، خاف منها ورجاها أن تعيد له أطرافه كما كانت سالمة على أن يمنحها الكثير من الهدايا والعطايا، فدعت الله، فخرج من عندها قائلاً: لقد أتيتم لي بشيطانة. ثم نفذ ما وعد به، وأعطاها جارية تسمى “هاجر” كما أعطاها الهدايا الكثيرة.

وعاد ابراهيم مع زوجته “سارة” وجاريتها “هاجر” إلى الأرض المقدسة مرة أخرى، بعدما تعرض لبلاء في أهل بيته، لكن الله حفظها له، فهى من الصديقات.

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!