قصة هود عليه السلام
استمرت الريح سبع ليالي وثمانية أيام مستمرة ومتتابعة لا تتوقف، وكانت أيام نحس على القوم، تدخل الريح المساكن وكهوف الجبال وتلتهم القوم، وتصرع العمالقة، وتدمر عليهم البيوت والقصور والأبراج المشيدة، وتقطع دابرهم، وتقطعهم أشلاء من قوة الدفع، كانت الريح عذاباً غليظاً غير مسبوق على الأرض، لم تترك كافراً مستكبراً عنيداً إلا أخذته وأهلكته.
انتهت الريح وهلك القوم، أصبحت القرية خاوية إلا من آثار مساكن عاد، وأصبح الكافرون كأعجاز نخل خاوية، أي بلا رأس، وجعلهم الله غثاء، ونجى الله هوداً والذين آمنوا معه ورحمهم من العذاب الغليظ، وأهلك الله الذين جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد، فأصابهم الله باللعنة في الدنيا وفي الآخرة.
ما يستفاد من القصة:
• من رحمة الله أنه لا يعذب قوماً قبل أن يبعث لهم رسولاً يحظرهم من عقوبة مسلكهم.
• جعل الله عقوبة قوم عاد من جنس القوة التي منحهم الله إياها، فجعل الرياح التي حملت المطر لقوم عاد ورزقهم بها العيون والزروع والدواب، جعلها ريحاً تدمرهم لما تكبروا وكفروا بالله.
• قوم عاد كانت أكبر قوة عالمية في وقتها، كانت قوتهم عسكرية واقتصادية، وتحدوا خالقهم بأنه لا يوجد من أشد منهم قوة، فأهلكهم الله بذنوبهم وما أغنت عنهم قوتهم.
• ذكاء الرسل في حوارهم مع قومهم، فيجيبون على التساؤلات، ويفندون الحجج، ويكشفون زيف الباطل.
• الرسل عادة ما يتهمون بأن لهم مصالح خاصة من وراء دعوتهم وأنهم يتلقون أجراً من جهة ما.
• الرسل عادة ما يتهمون بأنهم كاذبون وأنهم رجال عاديون كما كل الناس يأكلون ويشربون ويتسوقون.
• الرسل عادة ما يتهمون بالجنون والسفه وأنهم مصابون بالسحر.
• حينما يعجز القوم عن محاورة الرسول عادة ما يلجأون إلى تشويه سمعة الرسول، وتحريض سفاءهم، وإيذاء الرسل وقتلهم.
• عقاب الله شديد في الدنيا والآخرة، وليس أكرم على الله في هذه الأرض من عباده المؤمنين.
اذا انتهيت من القراءة صلي على النبي 😍❤