قصة هود عليه السلام
قال هود: أوعجبتكم أن يرسل الله إليكم رجل منكم، وهو سبحانه يفعل ما يشاء ويرسل من يشاء، ياقوم، ألا يعقل أحدكم ويميز أنني أدعو بالحق المبين الذي تشهد به الفطرة، ألا يرى أحدكم أن ما أدعوكم إليه هو دين الحق الذي بعث الله به نوحاً من قبلنا وعاقب الذين خالفوه وأغرقهم بالطوفان؟، ألا يميز أحدكم أن هذه الأصنام ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم وليست آلهة وإنما هي حجارة جامدة لا تنفع ولا تضر؟، ياقومنا إن الكفر بالله هو الخسران المبين، وفي يوم القيامة لن ينفع الندم وقتها.
قالوا: ياهود عد إلى رشدك، فقد أصابتك بعض آلهتنا بسوء، وغضبت عليك، أنت مصاب بالجنون، ولا يمكن لنا أن نستجيب لادعاءاتك ونترك عبادة الأصنام.
قال هود: إن كنتم تزعمون أن هذه الأصنام تنصر وتنفع وتضر، فإني أُشهد الله واشهدوا أني برئ منها، وأتحداكم أنها لا تملك أن تضرني، وها أنا أمامكم توكلوا على آلهتكم، وأجمعوا كيدكم ضدي ولا تتأخروا لحظة واحدة، أما أنا فأتوكل على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها.
عجز القوم أن يصيبوا هوداً بضرر أو يصلوا إليه بسوء رغم قوة بطشهم، وقالوا: ياهود، توقف عن ادعاءاتك، فسواء وعظتنا أو لم تعظنا، لن نترك عبادة الأصنام التي ورثناها من سلفنا، واعلم أننا لن يصيبنا أي عذاب، فلا يوجد من هو أشد منا قوة، وإذا كنت تصر على كذبك، فأتنا بما توعدنا من العذاب إن كنت صادقاً، ولننظر من ينتصر منا.
لجأ هود شاكياً إلى الله قال: رب انصرني عليهم، فقد كذبوني ولم يستجب لدعوتي إلا بعض المؤمنين، فقال الله لهود: قد استجبنا دعوتك ياهود، وبعد قليل ليصبحن نادمين، وينزل عليهم الهلاك.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇