قصة هود عليه السلام
نزول العذاب والهلاك
انقطعت السماء عن نزول المطر، ونزل القحط بالقوم، وراحوا يترقبوا السماء أن تأتي بالمطر، وبدأت تتدهور حالة الناس من قلة المياه، وحاول هود للمرة الأخيرة أن يثنيهم عن عنادهم وكفرهم ويحذرهم من العذاب، وقال: قد وقع عليكم رجس وغضب من ربكم، لا تجادلوني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم دون دليل أو برهان، فالله وحده هو المعبود وحده لا شريك له، وإذ أبيتم قبول الحق وتماديتم في الباطل، فانتظروا الآن عذاب الله الواقع بكم، وبأسه الذي لا يرد ونكاله الذي لا يصد.
وجاء أمر الله، وأقبلت ريح من بعيد، فرآهم القوم وفرحوا بها، ظناً منهم أنها رياح خير وتحمل السحب الممطرة التي ينتظرونها ويطلبونها بتعجل، وقالوا: هذا عارض ممطرنا، ولم يدروا أنها ريح فيها عذاب أليم، فهذه الريح تحمل سحابة سوداء، وكانت علامة بدء نزول العذاب.
اتخذ هود عليه السلام ومن معه من المؤمنين مكاناً للاعتزال به، وللوقاية من عذاب الله المقبل والذي يستمر لعدة أيام، أما قوم هود الكافرين فراحوا يستقبلون الريح والسحب القادمة، حتى تجهمت الوجوه حين أقبلت ورأوها ريح سوء عقيمة.
كانت الريح عبارة عن إعصار شديد ينطلق بسرعة هائلة، وتطلق صريراً وصيحة مدوية ترعب السامعين، ودخلت الريح القرية تدمر كل شيء، فإذا القوم العمالقة أصحاب القوة يتطايرون في الهواء من شدة دفع الريح فتقذفهم لأعلى ثم يسقطون سقوطاً مدوياً على الأرض فتكسر رقابهم وتتطاير رؤسهم، فقد كانت الريح أقوى منهم وما نفعتهم قوتهم التي اتخذوها لحمايتهم.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇