قصة هود عليه السلام
أرسل الله إلى قوم عاد أخاهم هوداً، وهو رجل منهم، دعاهم إلى الله وإلى إفراده بالعبادة والإخلاص له، ووعدهم على ذلك خير الدنيا والآخرة، وتوعدهم على مخالفة ذلك عقوبة الدنيا والآخرة، فقال هود: يا قوم استغفروا ربكم وتوبوا إليه، حتى يرسل إليكم المزيد من خير السماء، وتنزل أمطار الخير عليكم مدراراً، فتزدادوا قوة إلى قوتكم.
رفض سادة وأعيان قومه ما يقوله هود، وقالوا: إنا نراك في سفاهة، كيف نترك عبادة الأصنام التي يرتجى منها النصر والرزق، أنت تكذب ياهود، وتدعي أن الله أرسلك، ولا نظنك إلا من الكاذبين.
قال هود: ياقوم ليس بي سفاهة، ولكني رسول من رب العالمين، جئت أبلغكم رسالات ربي بإخلاص وأمانة، وأنا لا أبغي سوى نصحكم، وليس لي أي هدف غير هذا، فأنا لم أبتغ منكم أجراً، فأجري أطلبه ممن أرسلني إليكم، فهو الذي يملك خير الدنيا والآخرة، الله الذي أرسلني هو الذي يرزقكم هذه الخيرات التي تعيشون فيها، وهو الذي يبعث بعد الموت ويجزي المؤمنين على إيمانهم ويعاقب الكافرين على كفرهم.
قال قوم هود: ياهود أنت مجرد رجل عادي مثلنا، وكيف لرجل عادي أن يرسله الله؟، وأنت ما جئتنا بمعجزة أو بينة تثبت لنا فيها صحة كلامك، يا قومنا لا تصدقوا هود فيما يدعيه، إنما هو رجل مثلكم يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون، وإذا أطعتم بشراً مثلكم تهلكون، إنه مجنون، يوعدكم أنكم إذا متم وأصبحتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون مرة أخرى.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇