close
قصص وعبر

حكاية حليمة_المسلمانيّة

لما برد الدّواء أمسك مختار مغرفة، واصطفّ المرضى، وكلّ واحد كان يأتي يعطيه رشفة ،وكان من يشرب يرجع لمكانه حتى نفذت القدر ،وبقيت رشفة واحدة وضعها في قارورة صغيرة ،ثم صعد للقصر كي يرتاح ،وما كاد يجلس حتى إرتفعت التكبيرات، وجرى الناس لتطلّ عمّا يحدث ،فرأوا أنّ الذي كان مشلولا قد وقفعلى قدميه ، وأنّ الأعمى قد أبصر ،وأنّ كل العلل قد شفيت ،فجاءه السّلطان ،وقال: للحظة شككت بأنّك لن تفلح، لكن أثبتّ أنّك من طينة الأطباء الكبار !!! أجاب مختار بزهو : إنّما ذلك فضل من الله ،والآن لقد شفيت إبنتك، ورعيتك فدعني أرجع إلى إمرأتي ،فقد تركتها دون نفقة .

فأذن له بذلك وأعطاه عربة مليئة بالخيرات والذّهب كما وعده ،وسار مختار في طريقه ،ولم يكن فرحا بكل هذا الرزق الذي أعطاه له الله بقدر ما كان في غاية الشوق إلى حليمة ،فجأة أحس أنه يحبها أكثر من أي شيئ آخر.لما حلّ المساء كان قد قطع نصف الطريق ،وأحس بالتعب فقرر أن ينزل ليستريح قليلا ،ويطبخ طعامه ،ثمّ بدأ يجمع الأغصان الجافّة لإشعال النّار،

وفجأة تسلّلت أفعى سامة ،ولدغته في إصبه، فصرخ من شدة الألم، وقال: أيّامي صارت معدودة ،فهذا السّم لا دواء له ،وفكّر في أن يشرب تلك الرّشفة من الدواء التي أخفاها لحليمة ،لكنه لما قرّبها لشفتيه، إستغفر الله ،وقال :ويحي كيف أفعل ذلك وقد وعدت الطائر أن أعطيه لها ،أفضّل أن أموت على أن أشرب الدّواء ،ثم ربط إصبعه ،وجرحه بسكين، فسال دم كثير ،بعد ذلك إتّكأ على شجرة ،وقد فارقته الرّغبة في الأكل …

يتبع الحلقة 3

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!