حكاية الإسكافي والأخوات الثّلاثة من الفولكلور التّونسي
قال لهما الإسكافي :إعلما أن ذلك الذهب مجعول لامتحان الأنفس ،وكلّ من يلمسه يسجن هناك ،ولأنّي لم أخذ شيئا منه رغم حاجتي، أعطاني ملك الجنّ القصر بكلّ ما فيه . ما زلتما لم تفهمان أنّ الجشع داء بني آدم، وأنّ القناعة أوّل الفضائل ،وستبقيان كلبين طول حياتكما ،هذا ما تستحقانه!!!! لكن زينب بدأت تبكي، وترجّت
الإسكافي أن يكلّم ملك الجن ليعيد إليهما صورتهما ،قال لها :سأفعل هذا لأجلك ،لكن لا أريد رؤيتهما أمامي !!! هل فهمت ؟،دخل الإسكافي للقصر ثم أحضر عشبة ،فقال لهما ضعاها في الماء ،ثم اشربانه ،ولما فعلتا ذلك ،رجعتا كما كان ،فأطردهما الإسكافي من دكانه ،وهددهما بالويل والثبور لو رآهما مرة أخرى في دكانه .
رجعت الفتاتان ،وهما تتميزان غيضا ،وقالت رابحة لأختها : أردنا أن نفسد حياتها لكن تلك اللئيمة إنتصرت علينا، وزاد جمالها، وحبّ ذلك الرجل لها ،هل رأيت كل ذلك الذهب والأحجار الكريمة ؟ لا أصدّق أنّ كلّ ذلك المال من نصيبهما !!! سألتها مفيدة، وماذا سنفعل هل تذكرت ما حصل لنا ؟ أجابت رابحة: لهذا سنحرق الدّكان بما فيه ،وهكذا لن يكون فرق بيننا وربما تركت زينب زوجها لما يفلس، ولا ببقى له شيئ !!! وفي المساء أقفل
الإسكافي دكانه ،وخرج مع إمرأته فكسرت رابحة زجاج النافذة ،وصبت الزيت وألقت مشعلا في الدّكان، لكن النار لم تشتعل ،ولمّا أطلت برأسها فوجئت به ينحصر في النافذة، ،وجاءت الفئران، فمزّقت وجهها حتى بان العظم ،ثم سحبتها أختها، وغطت رأسها ،ورجعتا إلى المنزل ،ولمّا سألتهما فطومة عمّا حصل لم تقولا شيئا ،لكن الجيران أتوا إليها ،وأخبروها أنهما كانتا تحاولان حرق دكان الإسكافي .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇