فاتورة الكهرباء. (قصة قصيرة حقيقية)
فاتورة الكهرباء.
(قصة قصيرة حقيقية)
كنت قاب قوسين أو أدنى من الأمية، حين أحضر أبي فاتورة الكهرباء الأولى في حياته، كان يتأمل في حروفها اللاتينية التي لا يعرف منها سوى شكلها المختلف.
لقد طال مكوث الفاتورة في يده وطال مكوث عينيه في الفاتورة.
كنت اراقبه ببراءة وقد أصابتني عدوى الحيرة التي في عينيه، حين نظر إلي مطولا كأنه ينتظر مني حلا لمشكلة ما.
طوى الفاتورة ووضعها في جيبه للحظات ثم أخرجها مرة أخرى، وتأملها مرة أخرى بالحيرة نفسها، ونظر إلى بالنظرة نفسها، كأنه ينتظر مني فك رموزها.
ولكن هيهات فلم أكن أرتاد كتابا ولا مدرسة، فلم أكن سوى فتاة حدد المجتمع صلاحياتها منذ قرون الجاهلية، فتاة لا تصلح إلا لخدمة الأهل حتى يقرر الأهل مصيرها.
لم أكن أعلم أن مصيري متعلق بفاتورة الكهرباء تلك، كان أبي يقلبها بين يديه لعل وحيا ينزل عليه بالفرنسية.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹