قالت الفتاة: “يا محمد، أريدك أن تكون مسيحيًا!”.
تذكرت جدي عندما كان يؤذن للصلاة، تذكرت مصحفي الذي كان في غرفتي. آه تذكرت صديقي الذي كان ينصحني ويقول: “يا محمد، احذر من سوء الخاتمة”. بدأت أصرخ وأقول: “لااااا ياااااارب… لايااااااااارب، لا تقبض روحي الآن. سأعود للإسلام… سأعود للقرآن… سأعود إليك يا رب”.
دخلت الحمام وألقيت تلك السلسلة والصليب في المرحاض، اغتسلت وتطهرت وخرجت. شعرت بأن كل ذنوبي زالت من فوق ظهري، قلت ودموعي لا تقف: “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”. يا الله، ما أحلاها من كلمات! كانت مفتاح السعادة. يا رب، أنا عائد إليك، أنا عائد إلى الصلاة، أنا عائد إلى بر الوالدين، أنا عائد إلى صلة الأرحام، أنا عائد إلى صوم رمضان، أنا عائد إلى كل ما يرضيك يا رب.
ركبت أول طائرة تأخذني إلى بلدي. كان أول شيء سمعته حين وصلت إلى المطار هو الأذان. خرجت الدموع دون إرادتي. ترى هل سيغفر لي ربي؟ دخلت على والدتي ورميت بجسدي في حضنها أبكي: “يا أمي، لن أعصي ربي أبدًا يا أمي، سامحيني في عقوقي لك وبعدي عنك”. ضمتني إلى صدرها وقالت: “ولدي، أحسن إلى ربك، فهو رحيم، يفرح بمن تاب إليه”.
مرت الأيام، ومحمد من روضة إلى روضة، ومن سعادة إلى سعادة، وكلما تذكر تلك الرحلة لا تجف دموع عينيه. إذا اقتربت والدته من غرفته ليلاً تسمع أنينًا وبكاءً، وإذا جاء الصباح تسمع قراءة القرآن والاستغفار.
جاء يوم من الأيام، فدخلت والدته عليه في غرفته لتوقظه لصلاة الفجر. فتحت الباب فوصلت إلى أنفها رائحة طيبة زكية لم تشم مثلها قط. تحسست ولدها في سريره، مدت يديها فلم تجد ولدها، نظرت ببصرها الضعيف فإذا هو ساجد على سجادة الصلاة قرب سريره. وقفت تتأمل فيه. طال انتظارها، نادت: “محمد، ولدي”. لم يرفع رأسه. اقتربت الأم، مدت يدها وحركته، فمال على جنبه. نظرت الأم ولم تتحمل، أترى يكون ولدها قد مات وهو ساجد؟
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹