close
قصص وعبر

يحكى في قديم الزمان عن أسرة بائسة قست عليها الدنيا وما يصطاده الأب من السمك لا يكاد يكفي لإطعام الأفواه الجائعة

وقالا له هل جئت لشراء الدار ننصحك أن لا تفعل !!!
ثم راحا في سبيلهما وهما يلتفتان خلفهما نظر الصياد إليهما متعجبا ثم قال في نفسه والله لقد جاءتك الفرصة حتى يديك يا أبا خليلثم سأل عن المالك فأروه رجلا غنيا واقفا قرب قافلة من الجمال

ولما أخبره برغبته في رؤية الدار قال له بإمكانك أن تمضي فيها ليلة أو أكثر فإن أعجبتك بعتك إياها بثمن زهيد بكل ما تحتويه من أفرشة ومتاع
عرف الصياد أن هناك شيئا ما في الدار جعل صاحبها يحاول بيعها ولا يجد شاريا لكن وما يعنيه من ذلك المهم تأتي زوجته وتفرح بالدار ويكون قد أوفى بوعده فلا تعود لإحراجه بطلباتها .

أخذ الصياد المفاتيح وطار بها إلى أم خليل واستغربت الزوجة من عودة زوجها دون قفة ولا أكل
ولكنها ما إن رأت المفاتيح في يده حتى فتحت عينيها من الدهشة فأخذت تزغرد وتنادي الجارات كي تعلمهن بالخبر ويساعدنها في حزم متاعها لنقله للدار الجديدة .
وأسرعت إلى ما عندها من أفرشة عتيقة تطويها وما لديها من كراسي محطمة تحزمها وما في مطبخها

من أواني مكسرة تجمعها ولكن زوجها أخبرها أن الدار مفروشة بفاخر الأثاث
وطلب منها ألا تحمل شيئا معها البتة فليس عليها سوى الذهاب إلى الدار والسكن فيها فلم تقدر أن تصدق ماسمعت فأيقظت الأولاد وألبستهم ثيابهم

وقالت اليوم ستأكلون على طاولة كبيرة وتلعبون في دار واسعة إنتهى الخروج إلى الأزقة القڈرة وسأعلمكم النظافة والأدب !!! ثم قادتهم أمامها كصف من العساكرواتبعت زوجها
وهي تحمل على رأسها صرة ثيابها التي أبت إلا أخذها معها .

كانت الجارات قد سمعن زغاريدها وأصواتها فوقفن في نوافذهن ينظرن إليها وهي تخرج مع صبيانها وقطتها إلى الدار الجديدة فأخذت تمشي أمامهن مزهوة بنفسها وهي تشير إليهن بيدها وتدعوهن إلى زيارتها في دارها وهن يتغامزن عليها غير مصدقات ما يسمعن من كلامها وقالت إحداهن للأخرى لعل زوجها سيسكنها في إسطبل فهذا أكثر ما يقدر عليه

فبالله من أين سيأتيها بالدار الجديدة وهو لا يقدر حتى على شراء حذاء لها ولولا جاراتها لمشت حافية القدمين ضحكت الأخرى وردت هذا مصير من لا تفكر بنفسها وتقبل بالزواج من فقير

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!